علمت «الحياة» ان الإدارة الأميركية طلبت من السلطة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل في مقابل ضمان استمرار التجميد الجزئي للإستيطان في الضفة الغربية. من جانبه، اعرب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو عشية توجهه الى واشنطن، عن أمله في ان يثمر لقاءه الرئيس باراك اوباما غداً إعلاناً عن انطلاق المفاوضات المباشرة، في وقت شهدت اسرائيل تحركات وحملات ضد اي احتمال لتمديد تجميد الاستيطان. في هذا الوقت، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية امس ان وزير الدفاع ايهود باراك سيلتقي اليوم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، من دون ان تقدم اي تفاصيل حول مكان اللقاء او مضمونه. لكن الاذاعة الاسرائيلية العامة ذكرت ان المسؤولين «سيبحثان في عملية السلام قبيل توجه نتانياهو الى واشنطن». وفي تفاصيل العرض الاميركي للسلطة، كشف مسؤول فلسطيني في رام الله ل «الحياة» ان الادارة الاميركية ابلغت الجانب الفلسطيني بأن مهمة مبعوثها الخاص لعملية السلام جورج ميتشل في المفاوضات غير المباشرة اصطدمت بعقبة تحول دونها والتقدم الى أمام، وهي اصرار نتانياهو على عدم بحث تفاصيل ملف الحدود سوى في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. وأوضح المسؤول ان الادارة الاميركية ابلغت الجانب الفلسطيني ان استمرار المفاوضات غير المباشرة يعني اهدار الوقت في مزيد من الجولات التي سيقوم بها ميتشل من دون تحقيق اي تقدم، وعرضت في المقابل على الفلسطينيين مواصلة التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة من دون القدس، علماً ان فترة التجميد الحالي تنتهي مطلع كانون الاول (اكتوبر) المقبل. وفي اسرائيل، شدد نتانياهو في مستهل الجلسة الاسبوعية للحكومة امس على انه «لا بديل عن المفاوضات المباشرة» من اجل تحقيق السلام، مضيفا: «من يريد السلام عليه ان يجري مفاوضات سلام مباشرة»، وقال: «ارجو ان يكون هذا احدى نتائج زيارتي لواشنطن». في الوقت نفسه، اكدت تقارير صحافية ان مسألة تمديد فترة تعليق البناء اليهودي في مستوطنات الضفة، ستكون في صلب اجتماع اوباما - نتانياهو، متوقعة ان يطلب اوباما من ضيفه اقناع حكومته بتمديد الفترة، ما من شأنه ان يسهم في الانتقال الى المفاوضات المباشرة. في ضوء ذلك، بدأت التحركات في اسرائيل من اجل كبح اي توجه نحو تمديد التجميد الإستيطاني، اذ اجتمعت لجنة القوانين الوزارية امس من اجل درس مشروع قانون يقضي بأن تصبح موافقة الكنيست (البرلمان) على اي تمديد، الزامية، في وقت نقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن قريبين من نتانياهو انه دعا صباح امس اعضاء من حزبه «ليكود» ينتمون الى هذه اللجنة الوزارية، الى عدم تأييد هذه المبادرة. كما استبق وزراء في الحكومة مغادرة نتانياهو الى واشنطن، واطلقوا دعوات الى استئناف البناء في مستوطنات الضفة مع انتهاء فترة التعليق، فيما شن قادة المستوطنين حملة للضغط على رئيس الحكومة من اجل اقرار استئناف الاستيطان، وتظاهر عدد منهم امس قبالة مقر الحكومة. من جهة اخرى، تتوقع الادارة الاميركية ان يقدم نتانياهو لاوباما تقريراً عن المراحل الاولى للتحقيق في الهجوم الاسرائيلي على «اسطول الحرية» والذي اسفر عن مقتل 9 اتراك. في هذا الصدد، اقرت الحكومة الاسرائيلية امس منح «لجنة الفحص» التي شكلتها لتقصي حقائق حادث اعتراض الاسطول، صلاحيات أوسع تشمل استدعاء شهود والزامهم المثول امامها والادلاء بشهاداتهم بعد حلف اليمين، ما يعرضهم لتهمة الشهادة الزور ان ادلوا بشهادات كاذبة. رغم ذلك، لا تشمل صلاحيات اللجنة التحقيق مع صناع القرار السياسي في شأن سيرورة اقرارهم عملية اعتراض السفن، كما لا يشمل فحص سلوك الجنود الذين شاركوا في اعتراض السفن على اساس ان التحقيق معهم سيقوم به الجيش. اعمال البناء مستمرة في مستوطنة رامات شلومو بضاحية القدس أمس. (أ ب)