تعهدت الرئيسة القيرغيزية روزا أوتونبايفا لدى أدائها قسم اليمين الدستورية أمس، ما جعلها أول امرأة تتولى منصب الرئيس في منطقة آسيا الوسطى، الحرص على تحقيق مصالح بلادها القومية والتزام مبادئ الديموقراطية ومراعاة القوانين. وقالت: «أدرك جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، وخرجت باستنتاجات من أحداث ثورة السوسن التي حملت الرئيس المخلوع كرمان بيك باكييف الى الحكم في آذار (مارس) 2005، ونيسان (أبريل) الماضي الذي أجبر باكييف على التنحي والفرار الى بيلاروسيا». وتابعت أوتونبايفا: «يقضي واجبنا نحو قيرغيزستان بتعزيز الحرص الشديد على الحفاظ على وحدة الشعب وسلامة الدولة، كي تتحول الى بلد قوي ذي اقتصاد متطور وبنية اجتماعية حديثة. هنا تكمن رسالتنا التاريخية». ولفتت الى أن قرغيزستان تواجه حالياً «أكثر المراحل مأسوية في تاريخها، إذ حدثت للأسف أعمال عنف دموية في إقليمي أوش وجلال آباد أسفرت عن سفك دماء أبرياء كثيرين بذنب قوى الظلام. وقدم مجدداً التعازي للمواطنين الذين فقدوا ذويهم، وأؤكد أن الدولة ستبذل كل ما في وسعها لتجاوز عواقب المأساة في أقرب وقت». وكان الناخبون القيرغيز منحوا ثقتهم الأحد الماضي للدستور الجديد الذي نص على تحويل البلاد الى جمهورية برلمانية، واختيار أوتونبايفا رئيسة موقتة للبلاد حتى إجراء الانتخابات العامة الجديدة في خريف 2011. وحضر مراسم التنصيب أمس، أعضاء الحكومة القرغيزية الموقتة وسفراء الدول الأجنبية المعتمدون وممثلو النخبة السياسية والثقافية في البلاد. وكانت أوتونبايفا ترأست الحكومة القرغيزية الموقتة بعد أحداث نيسان الماضي، حين أضطر الرئيس السابق باكييف لمغادرة البلاد بعد موجة تظاهرات شعبية مناهضة للحكومة قادتها المعارضة. عملت روزا أوتونبايفا بين عامي 1986 و1989 نائبة لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة للخارجية في جمهورية قيرغيزيا السوفياتية الاشتراكية. وانتخبت بين 1985 – 1990 نائبة لمجلس السوفيات الأعلى في جمهورية قرغيزيا السوفياتية الاشتراكية. ومنذ عام 1989، انخرطت في السلك الديبلوماسي في وزارة خارجية الاتحاد السوفياتي لتغدو رئيسة لجنة خاصة بشؤون منظمة «اليونيسكو». وجرى تعيينها عام 1989 نائبة لرئيس المجلس التنفيذي في منظمة اليونيسكو. وتعتبر روزا أوتونبايفا أول امرأة انتخبت عضواً في هيئة رئاسة وزارة خارجية الاتحاد السوفياتي. وتولت عام 1992 منصب وزيرة خارجية بلادها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونيل قيرغيزستان استقلالها، واضطلعت بأدوار مختلفة في السياسة القيرغيزية التي انقطعت عنها لسنوات لتوليها منصب سفيرة بلادها الى واشنطن، قبل أن تعود وتنخرط مجدداً في العمل السياسي في قرغيزستان.