أعلن نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جان كلود غودان ان بلاده «تعلق آمالاً كبيرة على الاتحاد من أجل المتوسط»، مؤكداً «السعي إلى مشاركة كل الدول لأن هذا لمصلحتنا ومصلحة أوروبا والاتحاد الأوروبي». وقال غودان الذي زار بيروت أمس والتقى رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية زياد بارود: «شعرنا من خلال لقاءاتنا أن من المهم العمل على السلام بموازة العمل على التنمية». ونوه سليمان خلال لقائه غودان الذي رافقه عضو مجلس الشيوخ جان فور والسفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون، ب «العلاقات الثنائية على مختلف المستويات وفي كل المجالات»، مشيراً الى «وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان في المحافل الدولية ودعمها ومساعدتها له». وأشار إلى «أن لبنان على أبواب ورشة إصلاحية أبرز عناوينها التحضير لاقرار قانون اللامركزية الادارية واصلاحات اخرى»، لافتا الى «أن الامور تسير يومياً بشكل أفضل في ظل الاستقرار السياسي والامني السائد». أما غودان الذي نقل تحيات متبادلة بين سليمان والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فأبدى سروره ب «حال الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي السائدة»، لافتاً الى أنه يزور لبنان لإلقاء محاضرة عن اللامركزية الادارية التي تطبقها فرنسا ودورها في الانماء وتسهيل شؤون المواطنين. وأعلن غودان بعد لقائه بري أن الأخير سيزور قريباً فرنسا للقاء رئيس مجلس الشيوخ، وأنه قدّم إليه دعوة الى زيارة مرسيليا التي ستشهد مؤتمراً عالمياً للمياه في عام 2012، و «أتمنى ان تشارك شخصيات لبنانية في هذا المؤتمر». ونفى أن يكون اللقاء تطرق الى مسألة انسحاب اسرائيل من الجزء اللبناني من قرية الغجر، قائلاً: «لست مطلعاً على هذا الموضوع، ولكن عندي ثقة بالرئيس بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وفرنسا مستعدة للمساعدة في هذا المجال». وأثنى غودان بعد لقائه الحريري على «سرعة تحول لبنان، فبيروت التى عرفناها في الأوقات الصعبة خلال الحرب غير العادلة، استعادت كل مقوماتها، والنهضة الاقتصادية التي تشهدها مهمة». وأضاف: «جئنا لنثني على رئيس مجلس الوزراء ونشجعه على المضي قدماً على مسار النهوض... ومن الرائع ان نجد سياسيين قادرين على بسط السلام والتخلي عن جزء من نفوذهم لبناء هذا السلام مع الجميع». عند المر والتقى غودان النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء النائب ميشال المر في مكتبه في العمارة. وشارك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر في جانب من هذا اللقاء، قبل ان ينتقل الجميع الى اللقاء الموسع الذي حضره عدد من النواب اللبنانيين اعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الفرنسية، وعدد من رؤساء البلديات، على رأسهم رئيس اتحاد بلديات المتن السيدة ميرنا المر ابو شرف. والقى ميشال المر كلمة أشار فيها الى وقوف فرنسا الى جانب لبنان ليخرج من ازماته، مشيراً إلى أن «الشرق الاوسط اليوم يمر في مرحلة دقيقة وغامضة لأن عملية السلام مجمدة والقضية الفلسطينية مشرذمة والصراع النووي مع ايران يراوح مكانه، وان ذيول هذا الجمود تنعكس سلباً علينا في ظل وجود قوى فلسطينية مسلحة وسواها على الساحة اللبنانية». وقال: «امام هذا الواقع يحاول رئيسا الجمهورية والحكومة بشتى الوسائل، لا سيما عبر الاتصالات الدولية والاقليمية، الحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي خلال هذه المرحلة الدقيقة والصعبة، لذلك، نحن اليوم في حاجة الى استمرار الدعم الفرنسي بخاصة لدى المجموعة الاوروبية والدولية لمساعدتنا على تخطي الحرب الباردة، ولإيجاد الحل المناسب للمشاكل التي يعاني منها لبنان والشرق الاوسط، وبالتالي الحؤول دون التدهور الذي ينعكس سلباً على لبنان». ودعا الى الافادة من تجربة فرنسا في اللامركزية. أما غودان فأكد سعي بلاده إلى أن «يكون اقتصاد لبنان مزدهراً، وان تبقى ميزة لبنان في حريته واستقلاله مع احترام الاصول الديموقراطية والثقافية والتقاليد المسيحية». وأضاف: «لقد مر لبنان بحروب غير مبررة لا بل ظالمة، وكانت فترة صعبة جداً، لكن من خلال ارادة المسؤولين البرلمانيين والبلديات استطاع لبنان ان يتغلب على هذه المصاعب، ويظهر صورة جديدة للبنان ولبيروت، وهذا ما ترك التأثير الايجابي علينا كفرنسيين». وعن امكان افادة لبنان من تجربة فرنسا اللامركزية قال: «لبنان وعبر التاريخ يتمتع بتعدد الحضارات وبتنوع الثقافات الامر الذي يصعب معه التوافق في كل المفاصل، لكن نحن نعلم انكم تحاولون دائماً الوصول الى هذا التوافق وبعنوان جميل لكن صعب التنفيذ، ومن الضروري ان تقبلوا الرأي الآخر ضمن حل سياسي تتوافقون عليه، المهم ان يكون هناك توافق سياسي يعزز السلام، وتكون لديكم مناعة ضد اي تناقض لا سيما مع المحيط الذي لا يتمتع بالتطلع نفسه للحرية، والسلام والاستقلال».