تضاربت المعلومات، واختلفت الأقوال حول السن النهائية المسموح بها للمنافسة على وظيفة معيد أو معيدة، إذ استبعد مستشار في وزارة التعليم العالي أن يكون برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي هو من حدد سن التقدم للوظيفة المعنية ب 28سنة، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول في جامعة الملك عبدالعزيز أن لائحة القبول للوظيفة أتاحت الفرصة أمام المتقدمين حتى 30 عاماً للتوظيف المباشر، مشيراً إلى اختلاف الوضع في حال التقدم للابتعاث. وأوضح المستشار في وزارة التعليم العالي عبدالمجيد بن طاش نيازي أن وظيفة معيد هي الخطوة الأولى في إعداد عضو هيئة التدريس في الجامعات، وأبان نيازي ل «الحياة» أن الحصول على درجة الدكتوراه يحتاج ما بين ثماني إلى عشر سنوات تقريباً، وهي الفترة الزمنية التي يمكن للمعيد أن يحصل فيها على درجتي الماجستير والدكتوراه في غالبية التخصصات العلمية، كما أن التدرج في السلم الأكاديمي لعضو هيئة التدريس بعد ذلك يتطلب ما بين ست إلى ثماني سنوات للوصول إلى درجة أستاذ، وبالتالي فإن العمر الافتراضي لعضو هيئة التدريس بدرجة أستاذ هو ما بين 44 - 45 عاماً في حال صارت عملية إعداده وترقيته بشكل طبيعي وعدم مواجهته أي صعوبات من شأنها إطالة فترة إعداده وترقيته. وقال: «إن تحديد سن التقديم لوظيفة معيد ب 28 سنة شرط مطلوب ومنطقي جداً، إذ إن هذا الشرط - بحسب علمي- لم يستحدث من جانب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وإنما هو تطبيق لأنظمة التعليم العالي في السعودية». وحول مدى استفادة المبتعثين أفاد: «أعتقد أن هناك الكثير ممن تحدث في الآونة الأخيرة عن موضوع كيفية الاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وأعتقد أن وزارة التعليم العالي لديها رؤية واضحة في هذا الشأن فاستحداث البرنامج أساساً لم يأت من فراغ بل كان استجابة لحاجات ومتطلبات فرضها التوسع الواضح في مجال التعليم العالي وإنشاء الكثير من المؤسسات التعليمية الجديدة واستحداث برامج علمية مواكبة لمتطلبات العصر، إضافة إلى التطلعات المستقبلية لتطوير التعليم العالي في السعودية». وفي هذا الصدد، بيّن أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أتاح فرصاً لأعداد كبيرة من الشباب السعودي من الجنسين لإكمال تعليمهم، مما يساعدهم مستقبلاً في الحصول على فرص وظيفية أفضل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. وأضاف: «نلاحظ في الفترة الأخيرة - مع تخريج الدفعات الأولى من المبتعثين في مختلف دول العالم- تسابق المؤسسات التعليمية لاستقطاب الخريجين للعمل بها وتسهيل مهمة انتسابهم لها، وذلك من خلال حضور المسؤولين حفلات التخرج التي تنظمها وزارة التعليم العالي لهؤلاء الخريجين في البلدان التي يدرسون فيها». من جهته، أكد وكيل جامعة الملك عبدالعزيز في جدة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي تطبيق جامعته للائحة سن المعيد أو المعيدة للابتعاث التي تنص على أن لا يزيد عمرهما على 30 سنة، في الوقت الذي حددت فيه الجامعة سن الابتعاث بأقل من ذلك بسنتين حتى يتمكن من القبول والعودة وهو في السن المطلوبة «30 سنة»، ولم يستثن من ذلك إلا من يحمل درجة الماجستير. ويأتي رد اليوبي في ظل مطالبة مجموعة من خريجات التخصصات المختلفة اللائي تقدمن إلى وظائف معيدات في كليات وأقسام جامعة أم القرى في مكةالمكرمة التي أعلن عنها أخيراً وتم الإعلان عن نتائجها بزيادة السن المسموح بها في التقدم لمثل هذه الوظائف. وبحسب حديث فاطمة محمد إلى «الحياة» فإن هذه هي المرة الأخيرة لها التي يسمح لها فيها بالتقدم لوظيفة معيدة على رغم معدلها المرتفع وتخصصها العلمي، وذلك بسبب أنها على وشك إكمال ال 28من العمر وهو السن الأقصى التي تم تحديدها لقبول المتقدمات، موضحة أن هناك من زميلاتها من لم يستطعن التقديم مطلقاً بسبب تجاوزهن لهذه السن بسنوات، مستشهدة بإحداهنّ لم تستطع ذلك لبلوغها ال 33سنة.