واشنطن، رام الله، القدسالمحتلة - رويترز، أ ف ب - أعلن البيت الابيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، عندما يستقبلهم في وقت لاحق هذا الشهر. وسيزور نتانياهو واشنطن الاثنين المقبل، وسيتبعه مبارك في 26 أيار (مايو)، ثم عباس بعدها بيومين. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبز: «سيناقش الرئيس مع كل منهم الوسائل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها تعزيز وتعميق شراكتنا، وكذا الخطوات التي يتعين على كل الأطراف اتخاذها للمساعدة في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين إسرائيل والدول العربية». لكن مساعداً كبيراً لرئيس الحكومة الإسرائيلية أكد أن نتانياهو سيبلغ أوباما خلال لقائهما بأن إسرائيل تريد مواصلة أعمال البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربيةالمحتلة. وقد يكون هذا القرار موضوع خلاف جديد بين رئيس الوزراء اليميني والولايات المتحدة التي دعت إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات. وقال السفير الإسرائيلي السابق إلى واشنطن زلمان شوفال المقرب من نتانياهو إن الأخير «سيشدد على حق إسرائيل بالبناء ضمن مجمعات استيطانية قائمة من أجل الحفاظ على نموها الطبيعي، وسيقدم أيضاً التزاماً واضحاً بعدم بناء مستوطنات جديدة». وأشار إلى أن «الإدارة الأميركية السابقة قطعت تعهداً واضحاً في ما يخص الكتل الاستيطانية الكبيرة. من غير الممكن عدم البناء هناك، أما بالنسبة لباقي المستوطنات، فعلينا أن ندرس المسألة عندما نناقش اتفاق الوضع النهائي مع الفلسطينيين». وفي رام الله، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس أن الرئيس عباس يرفض لقاء نتانياهو ما دام يرفض حل الدولتين ويواصل الاستيطان. ورأى عريقات أن «الامتحان الأول والصعب على إدارة الرئيس باراك أوباما هو أن تتعامل مع حكومة إسرائيل المعايير نفسها التي تعاملت بها مع السلطة الفلسطينية عندما شكلت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية». ووصف تصريحات مساعد نتانياهو عن استمرار الاستيطان بأنها «خطيرة جداً وتوضح من دون شك أن حكومة إسرائيل تختار الاستيطان وليس السلام». وشدد على أن «هناك التزامات على حكومة إسرائيل ترفض تنفيذها بما فيها وقف النمو الطبيعي في المستوطنات ووقف كل أشكال الاستيطان، كما ترفض حل الدولتين وخطة خريطة الطريق». وتساءل: «إذا كانت حكومة نتانياهو ترفض كل ذلك، فماذا تبقى لبحثه في أي لقاء فلسطيني - إسرائيلي؟». وطالب الإدارة الأميركية «بأن تتخذ خطوات على الأرض لإجبار إسرائيل على الالتزام بإرادة المجتمع الدولي والشرعية الدولية لحل الصراع على أساس حل الدولتين».