لاري كينغ، وجه آخر من الوجوه التلفزيونية الأميركية المخضرمة يغادر الساحة الاعلامية، لاحقا بهيلين توماس، بيتر جينيغز، وتوم بروكو، وتاركاً خلفه أكثر من 40 ألف مقابلة وارث ثقافي وصحافي سينطبع لأجيال في الذاكرة الأميركية. وبعد ساعات من اعلان عزمه على التقاعد، بدأت المعركة على خلافته بين وجهين متناقضين أحدهم الشاب ريان سيكرست والثاني هي الاعلامية الشهيرة جاي بايهار. وبعد أكثر من ستة عقود له في "مهنة المتاعب" و25 سنة في استضافة برنامج "لاري كينغ لايف" على محطة سي أن أن، أعلن كينغ (76 سنة) عزمه على التقاعد في الخريف المقبل ولتكريس "المزيد من الوقت لزوجتي وحضور مباريات البيسبول لاولادي." وبعدما أكد أن المحطة وافقت على طلبه، أشار كينغ الى أن هذا لن يكون نهاية حياته الصحافية وبحيث أنه سيقدم برامج خاصة بين الحين والآخر مرتبطة بأحداث "وطنية ودولية". السبب العائلي الذي أعطاه لاري كينغ لخروجه المفاجئ قد يكون مقنعاً اذا تم الأخذ بعين الاعتبار أخبار حياته وطلبه الطلاق من زوجته السابعة شون ساوثويك قبل ان يتصالح الزوجان مجددا. الا أن السبب الأكثر أهمية هو في انزلاق شعبيته في الفترة الأخيرة، وخسارة برنامجه ما يقدر 43 في المئة من المشاهدين (من معدل 1.34 مليون للحلقة في 2009 الى 770 ألف في 2010). ويعد ساعات من اعلانه نيته في التقاعد، بدأت المنافسة على تقديم البرنامج بين وجهين يجسدان صورتين متناقضتين في الاعلام الأميركي. الأول هو مقدم برنامج "أميركان أيدول" الشاب ريان سيكرست (35 سنة)، والوجه الثاني هو للمقدمة جوي بيهار (68 سنة) من داخل محطة "سي أن أن". واذ وقفت النخبة الاعلامية في المحطة وراء بيهار، يبرز تيار أقل تقيلدية داخل المحطة ذاتها لتسليم سيكرست المنصب. ودخل لاري كينغ اخيرا موسوعة غينيس للارقام القياسية بصفته مقدم البرنامج الذي بث لأطول مدة في الولاياتالمتحدة مع المقدم نفسه وفي التوقيت ذاته. وكان بدأ حياته المهنية في فلوريدا في خمسينات القرن الماضي في الاذاعة المحلية كصحافي. ومنذ ذلك الحين، اجرى اكثر من 40 الف مقابلة مع شخصيات فنية وسياسية ولا سيما رؤساء الولاياتالمتحدة منذ جيرالد فورد.