نيويورك، موسكو - أ ف ب - مثل الموقوفون العشرة في الولاياتالمتحدة للاشتباه في تجسسهم لمصلحة روسيا أمام ثلاث محاكم فيديرالية في بوسطن (ولاية مساتشوسيتس. شمال شرق) ونيويورك (ولاية نيويورك. شمال شرق) والكسندريا (فرجينيا. شرق) أمس، للمطالبة باطلاقهم بكفالة، فيما فقدت قبرص اثر المشبوه الحادي عشر غداة الإفراج عنه قبل اختفائه. ويؤكد مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) انه أجرى تحرياته على مدى نحو عشر سنوات، فيما لم ترشح تفاصيل حول أهمية المعلومات التي قدمها هؤلاء العملاء المفترضون الذين كلفوا، بحسب الادعاء، ب «التسلل الى دوائر الحكم»، علماً أن موسكو وواشنطن حرصتا على التهدئة وكثفا التصريحات التي أكدت عدم تهديد الانفراج الذي شهدته علاقاتهما وعدم طرد أي ديبلوماسي روسي من الولاياتالمتحدة، فيما لم يوجه القضاء الأميركي أي تهمة رسمية الى الجواسيس المزعومين. وباشرت المحكمة في بوسطن النظر في اتهام زوجين يدعيان دونالد هاورد هيثفيلد وترايسي لي آن فولي، بالانتماء الى شبكة التجسس، فيما حددت محكمة في نيويورك 27 الشهر الجاري موعداً لعقد جلسة تمهيدية للمتهمين ريتشارد وسينتيا مورفي اللذين أوقفا في نيوجرزي (شمال شرق)، وخوان لازارو والصحافية فيكي بيلايز اللذين أوقفا في منزلهما بضاحية يونكرز شمال نيويورك، وسيدة الأعمال الروسية آنا شابمان (28 سنة) المقيمة في حي الأعمال بنيويوركجنوب مانهاتن. وفي الكسندريا بولاية فرجينيا، مثل أمام المحكمة كل من مايكل زوتولي وباتريسيا ميلز وميخائيل سيمينكو، وأمر القاضي جيمس كوت بسجنهم موقتاً بحجة «احتمال الهرب»، على غرار ما فعل كريستوفر روبرت ميتسوس (54 سنة) الذي لم يحضر ليل الأربعاء - الخميس الى مركز الشرطة في مدينة لارنكا تنفيذاً لشروط الإفراج عنه بكفالة، وفقدت قبرص اثره. وأوقف ميتسوس بأمر من الشرطة الدولية «انتربول» في مطار لارنكا، لدى توجهه الى بودابست، ثم افرج عنه بكفالة قيمتها 32 ألف دولار في انتظار ترحيله المحتمل الى الولاياتالمتحدة. وتتهم السلطات الأميركية ميتسوس بأنه «ممول شبكة الجواسيس لمصلحة روسيا». وفي موسكو، رفضت وزارة الخارجية الروسية كشف عدد المواطنين المتورطين في فضيحة التجسس المزعومة في الولاياتالمتحدة، مشيرة الى وجود نقص في المعلومات الخاصة بالموضوع. وأكدت انها ستوفر مساعدة رسمية لمواطنيها المتورطين، علماً انها كانت اعترفت أول من أمس بوجود مواطنين لها بين الجواسيس ال11 المفترضين، لكنها نفت تورطهم في أعمال تضر بالمصالح الأميركية. على صعيد آخر، غادرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في جولة تشمل خمس دول انضمت الى الاتحاد السوفياتي السابق هي أوكرانيا وبولندا وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، في محاولة لتبديد مخاوفها من أن يؤدي تحسن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا الى نتائج على حسابها. وينفي مسؤولون أميركيون ذلك، قائلين إن «تحسين العلاقات الأميركية الروسية يصب في مصلحة الدول المجاورة لروسيا، «لأن هذه الدول لن يتعين عليها الاختيار بين أي منهما». وقال فيليب غوردون، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا هذا الأسبوع إن «تحسين العلاقات مع روسيا لا يكون على حساب علاقاتنا مع الدول المستقلة قرب روسيا. ستكون هذه فرصة لتأكيد ذلك وإبرازه». وتلتقي كلينتون اليوم الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش الذي أعلن انه يعتزم وضع أوكرانيا على مسار وسطي بين روسيا وأوروبا، أي تحسين العلاقات مع موسكو وفي الوقت ذاته تقريب بلاده من بقية الدول الأوروبية. وتختتم كلينتون الرحلة الاثنين بلقاء الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي ربطته علاقات ودية بالرئيس الأميركي السابق جورج بوش وفترت خلال رئاسة باراك أوباما. وفي حرب استمرت خمسة أيام في آب (أغسطس) 2008، صدت روسيا هجوماً جورجياً على إقليم أوسيتيا الجنوبية الساعي الى الانفصال، وذلك بعد أيام من الاشتباكات بين القوات الجورجية وقوات المتمردين الانفصاليين وسنوات من التوترات المتصاعدة بين موسكو وتبليسي.