التقى رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في دمشق أمس، كما عقد اجتماعاً مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في سورية للبحث في تطورات القضية الفلسطينية، خصوصاً رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والأمين العام ل «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أحمد جبريل. وناقش لاريجاني والشرع خلال لقائهما كيفية «الإنهاء التام للحصار الإسرائيلي الظالم على غزة وضرورة قيام لجنة تحقيق دولية لمحاسبة إسرائيل على هجومها الإرهابي على أسطول الحرية في المياه الدولية»، بحسب مصادر رسمية سورية. وأكدت المصادر أن الجانبين اتفقا على «أهمية وضع قرارات اجتماعات الدورة الاستثنائية لمؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في دمشق أول من أمس، موضع التنفيذ العملي وتفعيل مختلف الوسائل والقدرات العربية والإسلامية لإجبار إسرائيل على الخضوع لمبادئ القانون الدولي». وأشارت إلى أنهما «عبرا عن الأمل في أن يتمكن الشعب العراقي من تشكيل حكومة وطنية في أسرع وقت ممكن تساهم في تحقيق وحدة العراق وأمنه واستقرار المنطقة». ونفى لاريجاني خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق بعد لقائه نائب الرئيس السوري، وجود أي تباين في الموقفين السوري والإيراني تجاه الأوضاع في العراق. وقال إن «البلدين يوليان أهمية للأمن في العراق ويشجعان على تشكيل إقامة حكومة شاملة ويشددان على الوحدة الوطنية في العراق ويتمنيان قيام حكومة تضم جميع أبناء مكونات الشعب العراقي من السنّة والشيعة والأكراد». وأكد وجود «بعض التعقيدات أمام تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة، لكن هذا الموضوع أخذ يتجه أخيراً نحو قناة معقولة نسبياً». وأشار إلى أن العقوبات الدولية على بلاده «تحرك سياسي أجوف يرافقه كثير من الضجيج، لكن تأثيره سيكون منخفضاً جداً». وأعرب عن اعتقاده بأن «الأميركيين يأخذون البرنامج النووي ذريعة، فهم يقولون أشياء أمام الرأي العام، لكن في الاجتماعات الخاصة يركزون على الموقف الإيراني تجاه القضية الفلسطينية... هم يتصورون أن هذه السياسة التي ينتهجونها تمكنهم من المساس بإرادة إيران في شأن مساعدة الشعب الفلسطيني، واعتقد أنهم يرتكبون خطأ فادحاً لأن هذا الدعم الذي نقدمه نعتبره واجباً إسلامياً وإنسانياً». ورداً على سؤال عن علاقات إيران مع السعودية ومصر، قال لاريجاني إن «الشعبين الإيراني والسعودي لديهما علاقات طيبة حالياً، وكانت طيبة في الماضي وستبقى طيبة في المستقبل، ونحن نكن الاحترام الكامل للشعب المصري». وكان البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الاستثنائي لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي حضره ممثلون عن 31 دولة وتغيبت عنه 23 دولة بينها العراق والكويت، شدد على «ضرورة ممارسة الضغوط لفك الحصار الظالم غير الإنساني المفروض على قطاع غزة».