قالت مصادر مصرية مطلعة ل «الحياة» إن المحادثات التي أجراها رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مع الوفد الإسرائيلي الذي زار القاهرة أخيراً تناولت كل الآليات اللازمة لرفع الحصار عن قطاع غزة في شكل كامل مع تأكيد ضرورة أن تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها باعتبارها سلطة احتلال. وأوضح أن الوزير سليمان أبلغ المسؤولين الإسرائيليين بأن مصر «لن تقبل شكلاً وموضوعاً المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى التنصل من هذه المسؤولية ومحاولة إلقاء مسؤولية القطاع في وجه مصر». ووصفت المصادر هذا الأمر بأنه «شديد الحساسية بالنسبة إلى مصر. ولن نتهاون فيه، لأن غزة جزء أساس من الدولة الفلسطينية التي نسعى إلى إقامتها من خلال مفاوضات السلام». وعلى صعيد ما تردد من أن القيادة المصرية نصحت الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في زيارته الأخيرة إلى مصر بألا يتوجه إلى غزة، أجابت المصادر بأن «هذا لم يحدث والأمر لم يطرح من الأساس». وعن وجود أزمة صامتة بين الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والسلطة الفلسطينية على خلفية زيارته إلى غزة واتصاله مع رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية بعد عودته منها، قالت المصادر إن «موسى لم يذهب إلى غزة إلا بعد إبلاغ أبو مازن الذي رحب بتلك الخطوة ولم يعارضها، ومن ثم أصدر موسى بياناً رسمياً في خصوص هذه الزيارة»، ورأت المصادر أن توجه موسى إلى مدينة شرم الشيخ فور عودته من غزة للقاء الرئيس عباس وإطلاعه على نتائج زيارته إلى غزة، «يدحض مثل هذه الأقاويل». وفي غضون ذلك، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد ل «الحياة» ما يتردد عن وجود أزمة صامتة بين جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية. وقال: «نكن لشخص عمرو موسى وللجامعة العربية كل التقدير والاحترام، ونقدر له مساعيه التي بذلها من أجل إنجاز المصالحة». وفي السياق ذاته، كشف قيادي رفيع في حركة «فتح» ل «الحياة» أنه أجرى اتصالاً أول من أمس مع القيادي في حركة «حماس» خليل الحية، ودعاه إلى ضرورة القدوم إلى مصر فأجابه الحية بأن مصر من المستحيل أن تستقبلهم. وأضاف: «قلت له نحن في فتح مستعدون أن نقنع الأخوة المصريين باستضافتكم إذا اتخذتم قراراً بالتوقيع على الورقة المصرية». وعلى صعيد وفد المصالحة الذي حل نفسه وكان شُكل بتكليف من الرئيس عباس، ويقوده الاقتصادي منيب المصري، أجاب بأن الوفد حل نفسه لانتهاء مدة عمله وهي أسبوعان. وكشف المصدر ل «الحياة» أن «وفد المصالحة طلب لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق خالد مشعل، لكنه رفض اللقاء عندما علم أن الوفد سيطالبه بالتوقيع على الورقة». وأضاف: «دعاهم مشعل إلى استكمال لقاءاتهم مع قيادات حماس في غزة». وأوضح المصدر أن قيادات حركة «فتح» لن تذهب إلى غزة لعقد لقاءات مع «حماس»، لافتاً إلى أن الحركة تريد صوغ ورقة مشتركة مع فتح قبل التوقيع على الورقة المصرية. وقال: «نعتبر هذا الأمر تراجعاً. وهذا هو اقتراح هنية الذي نقله موسى إلى أبو مازن والقيادة المصرية ورُفض».