واشنطن - يو بي أي - يواجه الأطفال الذين يعيشون وسط المنازعات والمشاحنات الزوجية، والتي يبقى فيها الأبوان معاً، اضطرابات سلوكية وصعوبات في العلاقات مع غيرهم خلال البلوغ، أكثر مما يعيشه نظراؤهم الذين ينفصل فيها الأب والأم. ونصح كونستانس غايغر، الذي أعدّ دراسة عن هذا الموضوع من جامعة «ونت تشاير» في نيوجرسي الأزواج الذين تصبح حياتهم جحيماً لا يطاق بالقول: «لا تبقوا معاً من أجل الأطفال إذا كانت خلافتكم الزوجية شديدة جداً». وذكر موقع «لايف ساينس» أن بعض الدراسات أظهرت أن أطفال الآباء المطلقين ينتهي بهم الأمر أيضاً بالطلاق، ولكن ليس من المعروف تماماً ما إذا كان الطلاق ذاته أو النزاعات الزوجية لها التأثير الأكبر في علاقات الأطفال. وحلل غايغر ورفاقه في الدراسة نتائج مسح وطني شمل حوالى 700 زوج وزوجة وأطفالهم في الولاياتالمتحدة في العام 1987 طرحوا عليهم أسئلة عن نزاعاتهم الزوجية حول القضايا المالية والمهمات المنزلية وقضايا أخرى قد تثير الخلافات بين الأزواج عادة. ثم استأنف الباحثون المسح عامي 1992 و1993 عند بلوغ الأطفال العاشرة من العمر تقريباً لمعرفة عمق الخلافات الزوجية وتأثيرها في الأطفال. وتابعوا المسح لاحقاً عند بلوغ الأولاد أعماراً تتراوح ما بين 18 و 34 سنة خلال الفترة ما بين 2001 و2002 وكان فيها هؤلاء الأبناء إما متزوجين أو يعيش الواحد فيهم مع الآخر من دون زواج، وسئلوا عن مدى سعادتهم وما إذا كانت لديهم أي نزاعات في علاقاتهم. وتبين أن الأطفال الذين عاشوا في كنف عائلات كثيرة الخلافات والنزاعات الزوجية انتهى الأمر بمعظمهم إما إلى الانفصال أو الطلاق عند البلوغ. وقال غايغر إن انفصال الزوجين لا يعني ان الأطفال لا يتأثرون بالطلاق في المدى القصير، لكنه قد يكون مفيداً لهم في المدى البعيد، مضيفاً ان استمرار النزاعات بين الأب والأم يؤثر في مستقبل الأطفال. وأضاف: «إذا ظل الأطفال عرضة لمشاحنات الزوجين اللذين يفضلان البقاء معاً في شكل مستمر، فمعنى ذلك أنهم سيعيشون فترة طويلة هذه الأجواء». وخلص إلى أن الطلاق في مثل هذه الحال أفضل للأطفال إذا استحال التعايش بين الأبوين.