تعتبر تظاهرة «أسبوع النقاد» واحدة من التظاهرات البارزة خلال مهرجان «كان» الدولي، حتى وان كانت أهميتها تتناقص بالتدريج عاماً بعد عام لصالح تظاهرات أخرى تبدو الآن أكثر أهمية منها، مثل «أسبوعي المخرجين» - التي لا يشدها الى المهرجان نفسه سوى رابط واهن - أو «نظرة ما...»، التظاهرة التي باتت تشكل ثاني أهم حدث في المهرجان. ومع هذا ثمة جمهور لا بأس به، يفضل خلال أيام «كان» أن يتابع عروض «أسبوع النقاد»، إذ يعرف سلفاً أن بعض هذه العروض يحمل تواقيع سينمائيين شبان آتين من شتى انحاء العالم، شبه مجهولين اليوم، ليصبحوا لاحقاً بعض البارزين في السينما العالمية، أو في بلدانهم على الأقل. ولأن الحال كذلك، بات ثمة سعي دائم منذ سنوات لمدّ عروض أفلام هذه التظاهرة الطموحة، الى مدن عدة، بعد انقضاء زمن المهرجان، وفي وقت تكون الأفلام «الكبرى»، أي أفلام التظاهرة الرسمية «السابقة» وأفلام «نظرة ما» وكذلك معظم عروض «أسبوعي المخرجين» قد عرفت طريقها الى الصالات. في معنى أن أفلام «أسبوع النقاد» تبقى لفترة ذات طابع نخبوي، ومهرجاني. هذا الواقع تشهده في هذه الأيام (بين الثلاثين من حزيران/ يونيو الماضي، والثاني عشر من تموز/ يوليو الجاري) مدينة بيروت حيث، وكعادتها في كل عام منذ سنوات، تتعاون جمعية «متروبوليس»، مع البقية الثقافية الفرنسية في بيروت، على تقديم برنامج «أسبوع النقاد» لعام 2010، بكامله، خلال أيام عدة تتيح لمن لا يتمكن من الذهاب الى «كان» فرصة فريدة لمشاهدة أكثر من دزينة من الأفلام وربما مناقشتها أيضاً. ومن الأفلام المعروضة خلال هذه الأيام البيروتية، تلك التي لفت معظمها الأنظار - النخبوية على الأقل - في المهرجان الفرنسي الكبير، بعضها أفلام قصيرة والبعض أفلام طويلة، تقدم هنا على قدم المساواة، بمعدل فيلم قصير يتلوه فيلم طويل يومياً. أما المشكلة الحقيقية الوحيدة التي تجابه العروض في بيروت، فهي أن الأفلام، في شكل عام، غير مترجمة الى العربية، بل الى الانكليزية والفرنسية... ومن هنا، إذا كان يمكن إسداء النصح لمحبي السينما بحضور هذه الأفلام مهما كان الأمر، لا يسري هذا النصح على الناطقين، فقط، بالعربية! ومن العناوين «صوت الضجيج» (فرنسي/ سويدي)، «بي وانغ سو» (فرنسي/ فيتنامي)، «آرماديو» (دنماركي)، «خرافة النائم الأميركي» (من الولاياتالمتحدة) و «ساند كاستيل... (من سنغافورة)، ناهيك بعدد من الأفلام القصيرة.