يأتي اختيار نائب خادم الحرمين الشريفين، ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود شخصية العام الخيرية من الجمعية الخيرية لمرض الزهايمر، وذلك عرفاناً لما يقدمه من أعمال خيرية وإنسانية... هذا هو سلطان الخير، يد ممدودة بالعطاء والكرم الذي لا ساحل له والنفس السخية المجبولة على السخاء، وذلك تقديراً لما قدمه في مجالات نشر ثقافة العمل الخيري ومكافحة الفقر وتطوير العمل الانساني، وهذا تقدير آخر لجهوده في مجال الاعمال الخيرية المتزايدة عاماً بعد عام التي لا يتسع المجال لرصدها، لقد حقق الكثير من الاعمال والإسهامات التي شملت المجالات الخيرية، سواء الطبية أو العلاجية أو العلمية والثقافية وغيرها، ودعمه المتواصل للمشاريع الخيرية المختلفة. فما أن يصل الى مكان إلا ويده الخيّرة تصل الى كل محتاج فيه، ولقد أسس مؤسسة «سلطان بن عبدالعزيز الخيرية»، التي تقوم بتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لمحتاجيها داخل المملكة وخارجها، إذ تفوقت على نظيراتها في العالم من حيث الاداء والتميز والقدرة على التخفيف من معاناة المحتاجين، ولا يكاد يمر يوم الا وتنقل لنا الأخبار مكرمة أخرى من المكرمات التي يخص بها شخصاً او جمعية، سواء كانت سعودية او غيرها، وهو ما يشعرنا جميعاً بالفخر والاعتزاز بأننا جزء من هذا الوطن المعطاء الذي ينعم بإنسانية وكرم سلطان بن عبدالعزيز. يذكر ان المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات، الذي يتخذ من السويد مقراً له، منح ولي العهد السعودي هذا الوسام بصفته رئيساً لمجلس امناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وبعد تقويم شامل لسير المرشحين من رواد العمل الخيري والانساني في العالم، إذ يتم اختيار شخصيتين من بين 36 شخصية عالمية لهذا الوسام. إن الاعمال الخيرية والإغاثية والصحية والتعليمية والثقافية والبيئية والاجتماعية والخدمات الانسانية حظيت باهتمام كبير لدى ولي العهد في مجالات ونشاطات وطنية واقليمية ودولية عدة من دون تمييز بين عرق أو لون أو دين، لدرجة انه سخر كل ما يملك، حتى مسكنه الخاص لخدمة هذه الجوانب الانسانية المشرفة، ففي القطاعات الإنسانية والخيرية التي يرعاها لا يتردد في دعمه للمشاريع التي تقوم هذه القطاعات بتنفيذها والإشراف عليها، ويعلن عن تبرعه لها بمبالغ كبيرة بهدف استمرارها وتوسيع نشاطها، وللأمير سلطان حضور فاعل في إنقاذ أشخاص من حكم القصاص عندما يتنازل الورثة عن القصاص في مقابل مبلغ مالي، إذ يقوم الأمير سلطان بسداد هذه المبالغ التي تصل إلى ملايين الريالات. وتقديراً لجهود ودوره في الأعمال الخيرية والإنسانية فقد تم اختياره لجائزة «الشخصية الإنسانية»، وهي الجائزة التي تُمنح من مركز الشيخ راشد آل مكتوم بالإمارات كل عامين، وجاء هذا الاختيار تقديراً لدوره الحيوي في الأعمال الخيرية والإنسانية على المستويين الإقليمي والعربي، إذ تم منح الجائزة لأربع شخصيات بارزة في مجال العمل الإنساني في الوطن العربي حتى الآن. أشير هنا إلى أن الأمير سلطان توج أعماله وجهوده الخيرية في تبني مشروع كبير وهو مشروع مؤسسة «سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية» التي أنشئت عام 1995، بهدف تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية داخل السعودية وحول العالم، وتتألف مشاريعها من أربعة أقسام رئيسة لتقديم الخدمات الطبية والعلمية والتقنية والتربية الاجتماعية من خلال مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعربية. إذ تعتبر مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أكبر مدينة طبية تأهيلية في العالم، وتتألف المدينة من مركز للتأهيل الطبي وآخر للاستشفاء والنقاهة، وعيادات خارجية وخدمات لجميع التخصصات، ومركز لتنمية الطفل، ومنشآت سكنية للموظفين، ويهدف مركز التأهيل الطبي إلى تقديم خدمات تأهيلية متطورة وبرامج لرعاية تأهيلية في وحدات الرعاية الطبية لمرضى التنويم الداخلي والعيادات الخارجية للأشخاص المعوقين عبر الرعاية الصحية المتواصلة في ما يتعلق بجميع النواحي البدنية والاجتماعية والفسيولوجية، وكذلك النواحي الروحية للصحة، ويندرج في برنامج المدينة ابتعاث العشرات من الطلاب، وتقديم المنح المالية للمنظمات الإنسانية، وإقامة مشاريع إسكان للفقراء وتطبيب المرضى. [email protected]