توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فريق الأهلي ببطولة كأس الملك إثر تغلبه على نظيره النصر بهدفين في مقابل هدف، بعد أن امتدت المباراة إلى شوطين إضافيين إثر انتهاء الشوطين الأصليين بالتعادل بهدف لمثله، سجل هدفي الأهلي عمر السومة عند الدقيقتين (24 و 114)، وسجل للنصر أحمد الفريدي (62)، وشهدت المباراة إبعاد لاعب النصر أحمد الفريدي بالبطاقة الحمراء عند الدقيقة (118). وبذلك جمع الفريق الأهلاوي بين بطولتي الدوري وكأس الملك هذا الموسم، محققاً ثنائية العمر التي طال انتظارها من عشاق الفريق. فرض لاعبو النصر سيطرتهم على بداية المباراة بفضل تحركات رباعي خط المنتصف وطلعات ظهيري الجنب، إلا أن التنظيم الدفاعي الأهلاوي كان في المرصاد لكل الكرات النصراوية، وكاد تيسير الجاسم أن يفاجئ الجميع ويهز شباك عبدالله العنزي من تسديدة قوية مرت بسلام بجانب القائم (6)، وعلى رغم السيطرة النصراوية إلا أن الخطورة لمصلحة صاحب الضيافة، وصوّب فيدفا كرة صاروخية بجوار القائم (16). وبعد مرور الربع ساعة الأولى تخلى مدرب الأهلي عن الحذر الذي بدأ به اللقاء وقاسم مدرب النصر كانيدا السيطرة على منطقة المناورة، وكان له ما أراد بعد ما استطاع عمر السومة افتتاح التسجيل من كرة رأسية جميلة وصلته على طبق من ذهب من «المايسترو» حسين المقهوي (24)، وعاد عمر السومة مرة أخرى وسدد من خارج منطقة الجزاء لكنها مرت بجانب القائم (26)، ولم يستطع لاعبو النصر العودة للمباراة وظلوا بعيدين عن مرمى ياسر المسيليم، وقبل نهاية هذا الشوط بخمس دقائق ظهر التهديد الأول الصريح على مرمى الأهلي من كرة متبادلة بين مايغا وأدريان، غير أن الأخير لم يحسن التعامل مع الكرة أمام المرمى حتى تدخّل ياسر المسيليم وأنقذ الموقف. ورمى الضيوف بكامل ثقلهم لتعديل النتيجة قبل نهاية هذا الشوط وحاصروا لاعبي الأهلي داخل ملعبهم، لكن الفاعلية الهجومية لم تكن بالشكل المحبب لدى مدرب النصر كانيدا، وأهدر مدافع الأهلي عقيل بلغيث فرصة محققة لتعزيز تقدم فريقه بعد ما تلقى تمريرة حريرية داخل منطقة الجزاء من زميله حسين المقهوي لكنه طوح بها بعيداً عن المرمى، وعادت هجمة مرتدة للنصر وتحصل نايف هزازي على كرة ثابتة على مشارف منطقة الجزاء صوبها أدريان قوية لكن ياسر المسيليم كان في المرصاد. ومع مطلع شوط المباراة الثاني بحث مدرب النصر الاسباني كانيدا عن تعزيز نواحي فريقه الهجومية، وأشرك صانع العاب الفريق يحيى الشهري واستغنى عن شايع شراحيلي، وجاءت بداية هذا الشوط مشابهة لسابقه بسيطرة نصراوية مطلقة وتراجع أهلاوي، وغياب للخطورة على مرمى حارس الأهلي ياسر المسيليم، ولم تسبب الكرات المرتدة الأهلاوية أي قلق على دفاع النصر، وانحصر اللعب في منتصف الملعب وكثرت الكرات المقطوعة والتمريرات الخاطئة. ودفع مدرب النصر كانيدا بورقته الثانية واستعان بأحمد الفريدي بديلاً عن المهاجم نايف هزازي (54)، التغييرات النصراوية غيرت شكل الفريق، وأعادت هيبته داخل الملعب وأحكم سيطرته الكاملة على مجريات اللقاء، ولم يحسن البديل أحمد الفريدي التعامل مع كرة توغل بها داخل منطقة الجزاء حتى وجد نفسه بين كماشتي الدفاع أسامة هوساوي وعقيل بلغيث، وصوب أدريان كرة صاروخية تصدى لها المسليلم ببراعة (60)، وحول أحمد الفريدي كرة رأسية لكن المسيليم كان في الموعد (61)، وبعد حصار نصراوي شرس تمكن أحمد الفريدي من إعادة فريقه لأجواء المباراة وسجل هدف التعديل (62)، هذا الهدف منح لاعبي النصر الثقة الكاملة وواصلوا بحثهم عن هدف التقدم في ظل تراجع لاعبي الأهلي، ومن كرة مرتدة وجد لاعب الأهلي حسين المقهوي نفسه أمام مرمى النصر وسدد الكرة في الشباك الجانبية (66). وفي ثلث الساعة الأخير عاد صاحب الأرض لتوازنه وحاول العودة لأجواء اللقاء لكن اللمسة الأخيرة لم تكن حاضرة أمام المرمى، واستغنى مدرب الأهلي غروس في أول تغييراته عن حسين المقهوي وزج بالمهاجم إسلام سراج، وكاد مهاجم النصر مايغا يخطف هدف التقدم من كرة رأسية، لكنها ذهبت بعيداً عن المرمى (75). مشاهدات.. مشاهدات لم يركن مدربا الاهلي السويسري غروس والنصر الاسباني كانيدا إلى مكانهما في دكة الاحتياط وفضلا الوقوف لتوجيه اللاعبين. حاول مدرب النصر كانيدا ضرب دفاعات الأهلي بإرسال الكرات الطولية والتي كانت غالبيتها تنتهي على رؤوس مدافعي الأهلي، ما افقد فريق النصر الخطورة. نالت مبادرة فريق الأهلي باصطحاب أبناء الشهداء اثناء عزف النشيد الوطني عند دخولهم للملعب قبل بداية الشوط الثاني إعجاب الجميع بعد ان ارتسمت الفرحة على شفاههم. غطى صوت المدرجات في ترديد السلام الملكي السعودي على صوت الموسيقى في صورة رائعة زينت مدرجات الملعب. تفاعلت الجماهير مع الاوبريت الغنائي الذي اداه راشد الماجد ورابح صقر، وتناسى جمهور الفريقين المباراة وأحداث الشوط الأول، خصوصاً من جانب جمهور النصر الذي كان فريقه متأخراً، وردد الجمهور الكلمات بإتقان على رغم حداثتها. فرض مدرب النصر رقابة لصيقة على مهاجم الأهلي عمر السومة، وكلف عمر هوساوي بتلك المهمة ولاحقه كظله. بعد كل تصويبة غير ناجحة يقوم مهاجم الأهلي السومة بالإشارة إلى حذائه وكأنه يحمله السبب في عدم دقة التصويب. حركت تغييرات مدرب النصر كانيدا وضع فريقه مطلع الشوط الثاني بالزج بيحيى الشهري واحمد الفريدي، إذ شكلا الخطورة المطلوبة، ونجح الفريق في الوصول في أكثر من مناسبة لمرمى ياسر المسيليم.