أكد الرئيس السوري بشار الأسد وقوف سورية الى جانب كوبا «في نضالها ضد الحصار المفروض عليها» منذ اكثر من نصف قرن و «محاولات زعزعة الاستقرار» فيها، فيما جدد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو دعم بلاده «الحقوق العربية، لا سيما القضية الفلسطينية وعودة الجولان المحتل» الى سورية. واتفق الجانبان على «الاستثمار في القواسم المشتركة» بين البلدين بعد توقيع 3 اتفاقات تعاون. جاء ذلك خلال المحادثات التي عقدها الاسد وكاسترو في هافانا، ثاني محطة في «الجولة التاريخية» التي يقوم بها الرئيس السوري وعقيلته أسماء، على اربع من دول اميركا اللاتينية، بدأت بفنزويلا فكوبا ثم البرازيل التي يصلها اليوم (الاربعاء)، على ان تنتهي الجولة في الارجنتين بعد يومين. وكان مقرراً ان يلتقي الأسد مساء امس مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وتناولت محادثات الاسد مع الرئيس كاسترو، التي عقدت في «قصر الثورة» في هافانا، «العلاقات التاريخية بين البلدين وأهمية استثمار القواسم الكبيرة بين الشعبين الصديقين في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق تعاون جديدة في جميع المجالات. كما تم بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات العربية - الأميركية اللاتينية وضرورة مضاعفة الجهود للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى يتناسب والروابط التاريخية التي تجمع شعوب هاتين المنطقتين». واذ شدد الرئيسان على «أهمية مواصلة التنسيق لدعم القضايا العادلة للمنطقتين في المحافل الدولية»، أكد الأسد وقوف سورية «إلى جانب كوبا في نضالها ضد الحصار المفروض عليها منذ أكثر من نصف قرن ومحاولات زعزعة الاستقرار فيها»، مشيراً إلى أن» تفوق الشعب الكوبي في مجالات عديدة ولا سيما الطب والتعليم، يؤكد صوابية خيار المقاومة الذي اختاره هذا الشعب وقدرته على مواجهة الحصار». ونقلت المصادر السورية عن كاسترو تنويهه ب «مواقف سورية المبدئية تجاه القضايا العادلة، خصوصاً دعمها المتواصل نضال الشعوب في وجه محاولات الهيمنة». وأكد «دعم بلاده للحقوق العربية لا سيما القضية الفلسطينية وعودة الجولان السوري المحتل». وأفادت المصادر ان المحادثات، التي حضرها وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان، تتضمن التأكيد على «ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته ووضع حد لممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة لا سيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. وأعربا عن دعمهما نضال الشعب الفلسطيني المشروع في إنهاء الاحتلال وفك الحصار اللاإنساني واللاقانوني المفروض على هذا الشعب وللمحاولات الشجاعة من قبل المتضامنين من مختلف أصقاع العالم لفك هذا الحصار». كما استكمل الاسد وكاسترو المحادثات على مأدبة عشاء. وعلم انها تناولت «علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وسبل توطيدها وآخر المستجدات الإقليمية والدولية». وقالت المصادر انهما «اتفقا على إزالة جميع العقبات التي قد تقف في طريق علاقات اقتصادية متميزة بين البلدين، وأكدا أهمية تبادل الزيارات بين الجانبين وعلى جميع المستويات ومتابعة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين وقضايا الشعوب العادلة». ووقع الطرفان خلال هذه الزيارة التي ستنتهي اليوم الثلثاء، اتفاقات تعاون في اطار مكافحة المخدرات وفي قطاع الزراعة. وسيغادر الرئيس السوري كوبا متوجهاً الى البرازيل ثم الى الارجنتين. وبعد ذلك، جرى في مبنى وزارة الخارجية الكوبية توقيع عدد من اتفاقات للتعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والتعاون في الزراعة والإعلام. وأفادت المصادر السورية ان هذه الاتفاقات نصت على «التعاون بين البلدين في توحيد الجهود وتبادل الخبرات في مجال مكافحة تجارة المخدرات غير المشروعة وكذلك تبادل الخبرات في مجال زراعة الحبوب وإنتاج اللقاحات»، اضافة الى تبادل الاخبار بين وكالتي الانباء الرسميتين في البلدين. وعلى هامش مراسم التوقيع، صرح وزير الخارجية الكوبي ان «الزيارة التاريخية» للاسد الى هافانا، وهي الاولى له، علماً ان الرئيس الراحل حافظ الاسد زارها في 1979 والزعيم فيدل زار دمشق في 2001 «ستعطي دفعاً قوياً للعلاقات التاريخية والاستراتيجية القائمة بين سورية وكوبا». وقال: «نحن أخوة في النضال منذ عقود ونقوم بواجبنا ونتحمل مسؤولياتنا في العالم بما يخدم قضايانا»، لافتاً الى ان جولة الرئيس السوري في اميركا اللاتينية «ستسهم في تعزيز السلام العالمي وتحقيق أهداف تنموية لبلدان العالم الثالث وتدعيم الاستقرار العالمي بشكل أكبر».