تعكف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على مجموعة من المبادرات الرامية لزيادة معدلات السعودة الحقيقية في الفنادق، وذلك عبر البنود الملزمة لسعودة الوظائف القيادية فيها، مشددة في الوقت ذاته على تطبيق العقوبات على المخالفين، وتصل إلى 100 ألف، ومضاعفتها في حال تكرارها. وتعمل الجهات المعنية في الهيئة، المتمثلة بمركز تكامل وإدارة التراخيص والإدارة القانونية وأفرع الهيئة في المناطق، على تشكيل اللجان الرقابية، التي تشرف عليها إمارات المناطق لتأكيد التزام القطاعات الفندقية بالسعودة، إلى جانب تعاون الإدارات المعنية والأفرع على إعداد تعاميم لأهمية الالتزام بما ورد في اللوائح المتعلقة بسعودة الوظائف، وبخاصة القيادية، مثل مديري الفنادق والأقسام والوحدات. وأكدت الهيئة في رؤيتها، التي قدمتها لبرنامج التحول الوطني، زيادة نسبة التوطين، موضحة أنها ستستهدف نسبة 35 في المئة في 2020، إضافة إلى عمل مركز «تكامل» على ربط منح التأشيرات بتوظيف المواطنين من خلال التطبيقات الإلكترونية، التي وفرتها وزارة العمل وتعمل من خلالها الهيئة. وقالت الهيئة في بيان صحافي أمس: إن مركز «تكامل» وقع عدداً من اتفاقات الشراكة ورعايتها، لتنفيذ برامج التدريب لإعداد القادة، إلى جانب اتفاقات مع مجموعة من الفنادق لابتعاث مواطنين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين «وظيفتك وبعثتك»، إضافة إلى إعداد وتنفيذ برامج تطويرية للقيادات الشابة في قطاع الفنادق من الإدارة الوسطى. ويعمل مركز «تكامل»، بالتعاون والتنسيق مع وكيل وزارة العمل، للتوطين الموجه وتحديد عدد من الوظائف التي ستقصر العمل بها الوزارة على السعوديين. وبحسب آخر إحصاء رسمي صادر عن الهيئة، فإن نسبة توطين الوظائف في القطاع السياحي بلغت 28 في المئة، مبينة أن المؤشر الفعلي الخاص بأعداد السعوديين العاملين في القطاع خلال عام 2015 بلغ 245.2 ألف وظيفة، يشغلها سعوديون، محددة عدد الوظائف القيادية في منشآت الإيواء السياحي بأكثر من 26 ألف وظيفة. من جانبه، دعا المدير العام للمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية ناصر بن عبدالعزيز النشمي الشباب السعودي إلى استثمار جهود الهيئة وخططها التنفيذية في مجال توطين وظائف القطاع السياحي، والمبادرة بالتقدم للعمل في القطاع، وإثبات وجودهم في القطاعات السياحية بالجدية والالتزام. وفي ما يتعلق بتوجيه التوطين، قال: إن الهيئة دعمت إنشاء الكليات والمعاهد السياحية المتخصصة الحكومية والأهلية، المتضمنة أقساماً للضيافة، وذلك لتوفير شباب مؤهل لسد حاجة القطاعات وتلبية توجه التوطين بطرق أكاديمية، لتقويم برامج الكليات وتطويرها بما يتناسب مع التوجهات المستقبلية للتوطين، إذ شهدت المملكة خلال العامين الأخيرين افتتاح عدد من الكليات والمعاهد المتخصصة في السياحة والفندقة. وجاء انتشار الكليات والمعاهد نتيجة زيادة إقبال الشباب على العمل في القطاعات السياحية والفندقية، إذ توجد الآن ثماني جامعات وكليات حكومية، وأربع كليات للسياحة بكليات التقنية، إضافة إلى ثلاث كليات للتميز، وثلاث كليات وجامعات خاصة، وثلاث كليات تميز قيد الإنشاء، و26 معهداً ومركزاً متخصصة في مجال السياحة والفندقة، وقد تخرج من هذه الكليات والمعاهد السياحية حتى الآن أكثر من 11500 شاب. وتصدرت منطقة مكةالمكرمة بعدد المعاهد والكليات السياحية، بواقع تسع منشآت من إجمالي عدد المنشآت الحالية البالغ 47 منشأة، إلا أن نسبة الخريجين في منطقة الرياض تعد الأعلى ضخاً لسوق العمل في التخصصات المرتبطة بالسياحة منذ انطلاق هذا التخصص الحديث، وبنسبة تتجاوز بكثير المناطق الأخرى، تلتها منطقتا مكةالمكرمة والمدينة المنورة.