تشهد مدينتا بغداد وكربلاء انتشاراً أمنياً كثيفاً ونشر نقاط تفتيش، استعداداً لتوافد مئات آلاف الزائرين على المواقع الدينية الشيعية لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم والاحتفال بشهر رجب، وسط توقعات بأن تشهد العاصمة تظاهرات خلال المناسبة، ضد حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وقُتل خمسة اشخاص، بينهم ضابط في الاستخبارات، كما جُرح 15 شخصاً، في هجمات متفرقة في بغداد أمس. وقالت مصادر أمنية لوكالة «فرانس برس» إن الضابط «قُتل بانفجار عبوة لاصقة بسيارة مدنية وأصيب خمسة من المارة بجروح» في الهجوم الذي «استهدف سيارة الضابط لدى مروره في منطقة الحارثية (غرب) في منتصف النهار». ففي وسط المدينة، قُتل اثنان من عناصر الشرطة وجُرح أربعة آخرون بينما كانوا يحاولون تفكيك عبوة ناسفة انفجرت فيهم. وأكد مسؤول في مستشفى مدينة الطب تلقي أربعة جرحى من الشرطة جراء الانفجار. وأعلن ضابط في وزارة الداخلية «مقتل امرأتين وجرح أربعة أشخاص بينهم امرأتان أيضاً في هجوم استهدف منزلاً في حي الصحة في منطقة الدورة» جنوب بغداد. وجُرح شخصان بانفجار عبوة لاصقة استهدفت سيارة مدنية في حي الكرادة (وسط)، وفقاً لمصدر في الشرطة. وفي الموصل، قالت الشرطة إن سيارة ملغومة انفجرت أمس قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي، ما أسفر عن إصابة جندي، كما أعلن الجيش الأميركي ليل الأحد - الاثنين أن مروحية تابعة له أطلقت صاروخاً على ثلاثة رجال يشتبه في أنهم يزرعون قنبلة، ما أسفر عن مقتل الثلاثة على طريق رئيس جنوب شرقي الموصل. إلى ذلك، وضعت قيادات أمنية وعسكرية رفيعة المستوى في بغداد خطة محكمة لتأمين حماية الزائرين الراجلين لإحياء ذكرى الإمام الكاظم، وهو الإمام السابع لدى الشيعة، الأسبوع المقبل. وقال مصدر أمني رفيع المستوى ل «الحياة» إن «الاستعدادات الأمنية هذه المرة تختلف تماماً عما كانت عليه سابقاً، خشية أن تتحول تلك المسيرة الراجلة إلى تظاهرات للتنديد بالحكومة». ورأى المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن «قيادة عمليات بغداد في جانبي الكرخ والرصافة ستخضع لامتحان صعب خلال تنفيذ بنود الخطة الأمنية الخاصة بذكرى الإمام الكاظم». وأوضح أنه «تم تحديد أماكن المواكب التي تضطلع بمهمة تقديم الخدمات التي يحتاجها الزائرون. وسيشارك نحو 30 الف عنصر أمني وعسكري في الخطة، فضلاً عن تأمين الغطاء الجوي اللازم للسيطرة على أطراف العاصمة، خصوصاً المناطق الرخوة». وأشار إلى أنه «تم الإيعاز إلى القيادات المشرفة على التقاطعات الأمنية التسعة في محافظة بغداد إلى التعامل بروية وحزم في حال تحولت المناسبة إلى تظاهرات شعبية على غرار ما حصل في محافظتي البصرة والناصرية» الجنوبيتين. وأضاف: «لدينا معلومات تؤكد أن بعض الأطراف السياسية تحاول توظيف هذه المناسبة بهدف إشاعة الفوضى وزعزعة الأمن وضرب العملية السياسية برمتها، لا سيما بعد تحديد ضوابط رسمية لتنظيم التظاهرات تفرض الحصول على موافقات رسمية من محافظة بغداد». لكن حسون التميمي (60 سنة)، وهو صاحب موكب حسيني، استبعد تحول مناسبة إحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم إلى تظاهرات شعبية. وقال ل «الحياة»: «من غير المعقول أن تسيس تلك المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين الشيعة ما لم تحصل بعض الأعمال الاستفزازية التي قد تغير مسار المناسبة وشكلها». وأضاف: «نأمل في أن تحسن القوات الأمنية تعاملها مع مواكب الزائرين كما في كل مرة». ويحيي العراقيون في الخامس والعشرين من شهر رجب من كل عام ذكرى وفاة الإمام السابع، خصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق العام 2003، إذ كان النظام السابق يمنع إحياء تلك المناسبات قبل ذلك. وفي كربلاء، قال مدير الإعلام في قيادة الشرطة الرائد علاء عبدالعباس ل «الحياة»: «نشرنا آلاف العناصر الأمنية في محيط المدينة القديمة وخارجها استعداداً لزيارة شهر رجب التي يحييها مئات آلاف الزائرين من المحافظات العراقية كافة، إضافة إلى الزوار العرب والأجانب». ويحيي الزوار هذه الليلة بزيارة مرقدي الأمام الحسين وأخيه العباس في كربلاء. وتعد الأجهزة الأمنية خططاً مسبقة لتفادي حدوث تفجيرات أو أعمال إجرامية.