الجماهير المنتفضة على امتداد الوطن العربي والإسلامي من أجل حرية غزة وفك الحصار عنها تهتف بحياة تركيا، مرددة تركيا يا حبيبتي أعدت لي كرامتي، أعدت لي هويتي، والعلم التركي بات يرفرف في كل العواصم والمدن العربية والإسلامية. وفي قلب كل مواطن إشادة بالمواقف الشجاعة والجريئة لشعب تركيا الأبي ولرئيس حكومتها الطيب رجب طيب أردوغان الذي أكد في خطابه السياسي أن تركيا المسلمة لن تدير ظهرها أبداً لقضية الشعب الفلسطيني المحقة وأن مصير القدس ليس مختلفاً عن مصير إسطنبول، ومصير غزة ليس مختلفاً عن مصير أنقرة معبراً بذلك بحق عن وحدة المسار والمصير لكل شعوب العالم العربي والإسلامي مترجماً تصريحاته على أرض الواقع بعلاقات أخوية مميزة إستراتيجية مع سورية ولبنان وكل الأقطار العربية و البلاد الإسلامية قاطبة. لا يمكن للذاكرة الشعبية التركية أن تنسى يوماً أن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف كانت بالأمس القريب ولاية من ولايات الإمبراطورية العثمانية العظمى تحظى بحمايتها ورعايتها وهي التي رفض السلطان عبد الحميد التنازل عنها وبيعها للصهاينة مقابل المال والذهب والبقاء على عرش السلطنة والخلافة ونتيجة هذا الرفض وإصرار السلطان عبدالحميد على بقاء فلسطين ملكاً لأهلها العرب مسلمين ومسيحيين، نفذت المؤامرة النكراء الكبرى للقوى الاستعمارية المدججة بالسلاح والعتاد بالتعاون مع رأس المال الصهيوني القذر الذي مول هذه المؤامرة الشنعاء التي انتزعت جراؤها فلسطين من حضن السلطنة العثمانية انتزاعاً وسلخت تركيا الخلافة من محيطها العربي والإسلامي. إن نصب الجندي المجهول التركي في مدينة بئر السبع الفلسطينية المدون عليه « لذكرى 298 جندياً تركياً قتلوا خلال خدمتهم الدولة التركية في جبهة بئر السبع بين العامين 1914 و1918 « خير شاهد على التضحيات الجمة التي قدمتها تركيا وشعبها في سبيل منع الصهاينة من الاستيلاء على أرض فلسطين التي رويت بدماء الإنكشارية الشهداء، واليوم سقوط تسعة شهداء أتراك أبرار دفاعاً عن أسطول الحرية المتوجه لفك الحصار عن غزة التي شبهها الزعيم أردوغان بأنقرة، أيضاً دليل دامغ آخر على تمسك الشعب التركي بجذوره الإسلامية وبتاريخه المجيد في الحفاظ على وحدة المسلمين وما الاعتداء الذي نفذته العصابات الصهيونية على النصب التذكاري للجندي التركي في بئر السبع سوى انتقام عبثي حاقد من دعم الشعب التركي المسلم لحق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وحريته وكرامته وهذا العبث والحقد لن يردعا أساطيل وقوافل الحرية والكرامة والإباء التركية من التوجه مجدداً إلى غزة لفك الحصار الصهيوني . كلنا أمل بتركيا وزعيمها الطيب أردوغان المقدام الذي يذكرنا بالسلطان محمد الفاتح المغوار وبجيشه الإنكشاري البطل.