لوس انجليس، لندن - رويترز، أ ف ب - اليوم وفي الذكرى الأولى لوفاة ملك البوب، يعتزم محبو مايكل جاكسون في طوكيو قضاء الليل في الهواء الطلق محاطين بممتلكاته، وفي لوس انجليس سيزور محبوه قبره. أما القنوات التلفزيونية والمحطات الاذاعية في كل أنحاء العالم فلن تتوقف عن بث موسيقى ملك البوب حتى يكتفي عشاقه. ويحيي محبو جاكسون ومتاحف وبعض أفراد أسرته، الذكرى الاولى لوفاة المغني بمعارض خاصة وحفلات تأبين وحفلات رقص حاشدة من مانيلا الى مانهاتن. وفي بلدة جاري موطن أسرة جاكسون في ولاية انديانا، ستكشف كاثرين جاكسون والدة نجم البوب عن نصب أقيم خارج المنزل المتواضع حيث بدأت فرقة (جاكسون 5) الاسطورية مشوارها الغنائي منذ نصف قرن مضى. وستلي ذلك حفلة تأبين وسهرة على ضوء الشموع تنتهي بأغنية «نحن العالم». كما سيُحيي أبناء جاكسون الثلاثة برينس مايكل وباريس وبلانكيت الذكرى اليوم، في تجمع عائلي خاص في جاري. «الرقصة الأخيرة» وفي الجانب الآخر من الكرة الارضية، سيُكرم سجناء الفيليبين الذين شقوا طريقهم الى الشهرة بفيديو وضعوه على موقع يوتيوب وهم يؤدون رقصة «ثريلر» عام 2007، ملك البوب ببعض الحركات الراقصة البارعة. وسيكون هناك المزيد من الاحداث غير العادية في آسيا حيث يوجد لجاكسون عشاق مخلصون حتى بعد محاكمته عام 2005 وتبرئته من تهم الاساءة الى طفل. وفي المعرض الرسمي الوحيد في العالم لجاكسون سيدفع اشخاص اختيروا عشوائياً ألف دولار أميركي للحصول على فرصة النوم ليلاً، داخل «نيفرلاند كولكشن» (مجموعة نيفرلاند) في برج طوكيو في اليابان. وتعرض هناك منذ أيار (مايو) بعض ملابس المغني وقطع من أثاثه وجوائزه من ضيعته في نيفرلاند فالي الشهيرة في وسط كاليفورنيا. كتاب الأم... أصدق تكريم وترعى كاثرين الام (80 سنة) عشاء لجمع الاموال يباع خلاله كتابها الذي يضم صوراً عائلية شخصية بعنوان «لا يمكن ابداً ان تقول وداعاً». لكن ممتلكات ملك البوب لن تكون جزءاً من الحدث. ومن المتوقع ان يتجمع محبو جاكسون عند مسرح «أبولو» في هارلم حيث بدأت فرقة «جاكسون 5» حياتها المهنية. وسيقيم متحف مدام توسو في نيويورك معرضاً كجزء من احتفال عالمي يجسد حياة جاكسون المهنية بمنحوتات شمعية. وسيفتح مدفن جاكسون بالقرب من لوس انجليس أبوابه لجميع محبيه اليوم، لكن لن يتم السماح بدخول الضريح الذي يضم جسده. كما حظّرت البالونات والحمائم وأجهزة الراديو والشموع، فيما يأمل المسؤولون ان تكون مناسبة هادئة تتسم بالوقار. لكن ستزخر موجات الاثير بأغاني جاكسون. وبعد مرور عام على وفاته ومع انتظار الطبيب الشخصي لجاكسون المحاكمة بتهمة جنائية لتسببه في موته بإعطائه مخدراً قوياً يساعده على النوم، تتركز الذكريات على الفنان الحائز 13 جائزة «غرامي» والذي هزّ العالم برقصه. أطفاله تحرّروا... يختبر أطفال مايكل جاكسون الثلاثة مع جدتهم «حياة طبيعية» لم يكونوا معتادين عليها بتاتاً مع والدهم الذي كان يحميهم من الكاميرات وظهروا في مناسبات عدة منذ وفاة ملك البوب. فقد ولى زمن ظهور برينس مايكل (13 سنة) وباريس (12 سنة) وبرينس مايكل الثاني (ثماني سنوات المعروف اكثر باسم بلانكيت) وهم يضعون اقنعة او يختفون وراء وشاح.br / اكتشف الناس للمرة الاولى وجه الاطفال الثلاثة خلال مراسم تكريم المغني في «ستايبلز سنتر» في كاليفورنيا في تموز (يوليو) الماضي، بعد وفاة جاكسون. وقد تولت باريس التي غلب عليها التأثر الكلام يومها في ختام المراسم لتقول: «اردت فقط ان اقول انني منذ ولدت كان والدي افضل اب يمكن تصوره». بهذه الكلمات القليلة اسهمت باريس في تخليد ملك البوب اكثر من تعليقات مئات الشخصيات، مانحة المغني وجهاً انسانياً غير متوقع لأب محبّ يهتم بأطفاله. في كانون الثاني (يناير) الماضي ظهر برينس مايكل وباريس مرة جديدة علناً لتسلم جائزة «غرامي» لمجمل اعمال والدهما. وبعد الاشادة بالمغني شكرا جدهما وجدتهما ل «حبهما ودعمهما». ومنذ وفاة المغني تلازم كاثرين جاكسون الاطفال الثلاثة مثل ظلهم حيث يعيشون في دارة العائلة في إحدى ضواحي لوس أنجليس، بعدما حصلت على حق حضانتهم في آب (اغسطس) الماضي من القضاء، تلبية لأمنيات ابنها الراحل. ومسيرة الأشقاء الثلاثة نحو «حياة طبيعية» ستتواصل مع دخولهم المدرسة هذه السنة للمرة الاولى. وقالت كاثرين جاكسون لصحيفة «ميل اون صندي» متأسفة: «ليس لديهم اصدقاء وهم لا يذهبون الى المدرسة بل يتلقون دروساً في المنزل. لكن الامور ستتغير في ايلول (سبتمبر) مع دخولهم مدرسة خاصة». لكن أمراً واحداً سيميّز أطفال مايكل جاكسون عن الغالبية العظمى من أترابهم وهو الاموال المتوافرة لهم. فقد منحهم القضاء في ايلول الماضي نفقة شهرية قدرها ستون ألف دولار. وفاته حصدت الملايين وأكدت وفاة جاكسون قبل سنة، مقولة ان الفنان يحظى بأقصى درجات الشعبية بعد رحيله مع بيع أعداد هائلة من اسطواناته وإنتاج فيلم ناجح حوله ووابل من المنتجات المرتبطة به وبفنه. في سنوات حياته الاخيرة كان وضع ملك البوب المالي صعباً جداً. وكانت مزرعته الشهيرة «نيفرلاند» مهددة بالمصادرة، فيما ديونه تقدر بحوالى نصف مليار دولار. الا انه في الاشهر ال 12 التي تلت وفاته، درّت امبراطورية مايكل جاكسون عائدات تقدر بأكثر من بليون دولار، الامر الذي سمح من الآن بتسديد اكثر من نصف ديون المغني. والحمى التجارية التي انطلقت عملياً مع اعلان وفاة النجم مع بيع حوالى اربعة ملايين البوم في غضون ستة اسابيع فقط. وبلغ مجموع مبيعات الأسطوانات تسعة ملايين نسخة على الاراضي الاميركية فقط على ما تفيد ارقام معهد «نيسلن ساوند سكان». وفي العالم بيعت 24 مليون نسخة من ألبوماته. تضاف الى هذه الارقام عمليات التحميل على الانترنت التي تقدر قيمتها بحوالى 26, 5 مليون دولار في العالم، ورنات الهواتف النقالة، الامر الذي يرفع عائدات مايكل جاكسون الموسيقية الى نحو 429 مليون دولار على ما تفيد مجلة «بيلبورد». واسم مايكل جاكسون بات مرتبطاً بتسع من أصل أكثر 17 أغنية «ار اند بي» مبيعاً في العالم وبينها «ثريلر» و «بيلي جين» و «بيت ايت». ووفاة الفنان لم تضع حداً لمسيرته الموسيقية. ففي آذار (مارس) وقع جون برانكا وجون ماكلين المشرفان على تطبيق وصيته عقداً مع «سوني ميوزيك انترتينمنت» يعتبر الاهم في العالم. وهذا العقد الذي قد يضمن عائدات قدرها 250 مليون دولار لورثة جاكسون ينص على صدور عشرة ألبومات بحلول العام 2017 تتضمن اغاني غير منشورة وإعادات. وينص الاتفاق كذلك على تعاون «سوني» مع المشرفين على الوصية لمنح تراخيص لإنتاج افلام وبرامج تلفزيونية او عروض تستخدم اغاني الفنان الراحل الناجحة. وحقق الوثائقي «ذيس ايز ايت» الذي استخدم مشاهد تمرينات الحفلات التي كان يفترض ان يقيمها المغني في لندن الصيف الماضي، عائدات قدرها 260 مليون دولار في صالات السينما و68 مليوناً من بيع اسطوانات «دي في دي» وإيجارها كما تفيد «بيلبورد» ايضاً. وأعطى برانكا وماكلين الضوء الاخضر كذلك للعبة فيديو تصممها شركة «يوبيسوفت» تسمح للاعبين بتقمص شخصية ملك البوب. اما فرقة «سيرك دو سولاي» (سيرك الشمس) من كيبيك، فستنتج عرضاً العام المقبل مستوحى من حياة مايكل جاكسون. وتمتلك امبراطورية جاكسون 50 في المئة من حقوق كل هذه المشاريع.