تبرز الأنشطة الطلابية في المدارس وتثبت فاعليتها بتفاعل وشراكة جميع محاورها، «إدارة مدرسة، معلّمين، طلاّب، إشراف تربوي، وتوجيه وإرشاد» ملازمةً بإرادة صادقة وتحقيق الانجاز العائدة للمجتمع الذي سيكون هو الميدان لتفعيل طاقات وإمكانات الطلاّب، لِذا تُعتبر هذه الأنشطة انطلاقة ثقافية لتنمية دوافع طلاّبنا في سبيل إعدادهم للمجتمع والوطن، فمَنْ يتتبع عن كثب واقع الأنشطة الطلاّبية في مدارسنا ويُنشِد الوضوح والمصارحة والأمانة والشفافية بهدف الوصول لما يخدم التوجه الرائد والبنّاء والمتمثّل في مشروع مدرسي ثقافي تحت اسم «أصدقاء طلاب التربية الخاصة» قائم بشراكة فاعلة بين إدارتي التربية الخاصة والأنشطة الطلاّبية بالأحساء لإنشاء وإعداد جيل واعٍ بقضايا التربية الخاصة خصوصاً، وتنمية النشاط التوعوي لدى معلِمي التربية الخاصة عموماً. إن من يُدرك واقع الأنشطة التوعوية في المدارس عليه أن يتذكّر جيّداً بأن التوعية المدرسيّة لطلاّب التعليم العام نحو طلاّب ذوي الإعاقات تعني: بث روح الوعي والإعداد فكرياً، والتدريب على مهارات عملية للتعامل الأمثل مع هؤلاء الطلاّب، وممّا لا شك فيه بأن القائمين على ترجمة واقع البنية التحتية، وكل ما يتعلّق بأصدقاء طلاّب التربية الخاصة في مدارسنا، لديهم من الخطط والبرامج ما يكفل التغلّب على ما يتعدى قضايا التربية الخاصة في عصرنا الحاضر، وبطبيعة الحال هُناك أسباب تقف خلف هذا التوجّه، تكمن في ما يُفترض أن تكون عليه مدخلات التوعية المدرسية وأساسياتُها للطلاّب وأولياء أمورهم نحو طلاّب التربية الخاصة، ففي كل مدرسة المئات من الطلاّب لهم قدرات مختلفة وهوايات علينا تنميتها بالشكل الصحيح، وذلك بتنوّع الأنشطة الطلاّبية بالمدارس، «فهُناك طلاب لديهم قدرات وطاقات مفعمة بالحيوية والنشاط نحو الإنجاز في مجال من المجالات»، فمنهم من لديه ميول رياضية فينضَم لجماعة الرياضة، وآخر ذو ميول حُب الاستطلاع والمعرفة فينضم مع جماعة أو أصدقاء المكتبة المدرسية، وآخر لديه ميول نحو التعرّف على ذوي الإعاقات، سواء في المدرسة أو في محيط أسرته ومجتمعه، فنجده يميل لجماعة «أصدقاء طلاّب التربية الخاصة بالمدرسة» وهكذا. إن من أبرز هذه الأنشطة المتنوعة نشاط «أصدقاء طلاّب التربية الخاصة»، وهذا المشروع تفاعلَ معه مسبقاً على نطاق برنامج مُحدّد في الأساس مدرستان في محافظة الاحساء قبل تطبيقه في مدرسة هارون الرشيد هُما «مدرسة عمّار بن ياسر وفصول التوحّد الابتدائية، ومدرسة أحمد بن حنبل وفصول التربية الفكرية الابتدائية»، ولكن تميّزت تجربة مدرسة هارون الرشيد الابتدائية بالهفوف بمشروع طموح يحمل مستوى محلّياً وخليجياً «ليس مقصوراً على المحافظة»، فهو متكامل وشامل مدروس عبر شراكة من ذوي الاختصاص والاهتمام بالتربية الخاصة مصحوباً بتطبيق مقاييس مقنّنة على طلاّب المرحلة الابتدائية وأولياء أمورهم «قبلية وبعدية»، علّ ما تكون هذه التجربة الفريدة من نوعها في مدرسة هارون الرشيد أنها جاءت بشكل واسع وداعمة وبقوة بكل المقاييس لِما قُدّم في مدرستي «عمّار بن ياسر وأحمد بن حنبل» ممّا جعل مدارس أخرى بالمحافظة تحذو حذو هذه التجربة وتسعى لتطبيقها في مدارسهم، كمدرستي « المأمون الابتدائية، الخالدية الابتدائية»، إضافةً إلى ما سعَت إليه إدارات التربية الخاصة والأنشطة الطلاّبية من دول الخليج الشقيقة، خلال الفترة الحالية، للاستفادة من هذه التجربة الناجحة وتطبيقها في برامج الدمج في مدارسهم. إنّ هذا المشروع الثقافي لهو قابل للتطبيق وبقوة في المدارس التي يوجد بها برامج الدمج المختلفة «التربية الفكرية، التوحّد، ضعاف السمع» وبمختلف المراحل التعليمية أيضاً «المتوسطة، الثانوية، وحتى بعد المدرسة عبر مراكز خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات»، بل ونؤكد أن بِمثل هذه الأنشطة الإنسانية في مدارسنا و من أردوا أن يحذوا حذوها ويسعى لتطبيقها لتكون هُناك نتائج إيجابية بإذن الله وداعمة لما قدمته التجارب السابقة، وذلك إذا ما قُوبل بالإرادة الصادقة والرغبة الجماعية.