اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، ان العقوبات الجديدة التي فرضتها الاممالمتحدة على بلاده، تظهر حال «الارتباك» و «العجز» لدى الدول الغربية. ونقل التلفزيون الايراني عن خامنئي قوله امام اساتذة جامعيين ان «الخطوات المرتبكة (للقوى الكبرى) المتمثلة في تبني القرار والمبالغة غير الواقعية في العقوبات وما تلاها من تهديدات عسكرية عرجاء، تظهر عجز نظام الاستكبار في مواجهة حركة كبيرة تحظى بالاحترام داخل العالم الاسلامي». وهذه المرة الاولى التي يرد فيها خامنئي على الرزمة الرابعة من العقوبات التي تبناها مجلس الامن في التاسع من حزيران (يونيو) الجاري، على خلفية رفض ايران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وعزا المرشد هذه التدابير الى كون «نشوء الجمهورية الاسلامية ووجودها هما السبب الرئيس لمشاكل النظام المهيمن (القوى الكبرى بقيادة الولاياتالمتحدة)...». في غضون ذلك، كشف مدير منظمة الطاقة النووية الايرانية علي اكبر صالحي ان طهران انتجت 17 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة، مشيراً الي ان اجهزة التخصيب في موقع ناتانز في استطاعتها شهرياً انتاج 5 كيلوغرامات من هذا الوقود المخصب بدرجة عالية. وشكلت هذه التصريحات تحدياً لقرار مجلس الامن الرقم 1929 الذي طالب بإيقاف كل نشاطات التخصيب، اذ اشار صالحي الي ان ايران تستطيع تخصيب اليورانيوم بأية نسبة تحتاجها «لأن ذلك من حقوقها القانونية»، لكنه قال: «اننا ننتج اليورانيوم المخصب علي قدر حاجتنا ولا نريد تحويل كل اليورانيوم الي نسبة العشرين في المئة». ولم تنجح الجهود البرازيلية والتركية لإنجاز صفقة تبادل الوقود بين ايران والدول الغربية، الا ان الأتراك اعلنوا عن استعدادهم لمواصلة هذه الجهود لانجاز هذه الصفقة التي قد تفتح أبواباً للحوار مع الجانب الغربي. وأعرب صالحي عن اعتقادة بأن الدول الغربية لم تغير من ارادتها السياسية حيال البرنامج الايراني، مشيراً الي صعوبات تخلقها مجموعة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا) امام ايران، رافضاً سياسة العصا والجزرة التي تمارسها الدول الغربية حيال بلاده. وذكر ان الاختبارات النهائية تجري حالياً علي جيل جديد من اجهزة الطرد المركزي، وأن العمل جار علي «الجيل الرابع» من هذه الاجهزة. وثمة اعتقاد بأن طهران تحاول السباق مع قرارات المقاطعة، ولا يبدو انها تريد الرضوخ لهذه القرارات التي تطالب بتعليق نشاطات التخصيب. ونفي ان تكون الحال العراقية او الكورية الشمالية تنطبق علي الوضع الايراني، «لأن ايران لا تريد ان تصنع قنبلة ذرية، ولا في نيتها الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي»، موضحاً ان الاستقلال السياسي يستوجب دفع ضريبة «ونحن مستعدون لدفع هذه الضريبة من خلال المقاومة والتصدي، وليس معلوماً ماذا سيريدون بعد ذلك في حال تراجع ايران». ولم تقطع طهران املها في الحوار، اذ اوضح ان بلاده تريد الرد علي رسائل مجموعة فيينا حول اعلان طهران و «نحن مستعدون للحوار في اطار اعلان طهران». البرازيل تواصل مساعيها في صوفيا (أ ف ب)، قال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم امس، ان العقوبات التي فرضت على ايران يجب ألّا تغلق الباب امام اجراء محادثات حول برنامجها النووي، الا انه اكد أن الكرة اصبحت الآن في ملعب طهران وعليها تبديد المخاوف الدولية في شأن برنامجها. وخلال زيارة تستمر يومين لصوفيا، قال الوزير انه يدرك ان «هناك مخاوف دولية اعربت عنها مجموعة فيينا» المؤلفة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا في شأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي ابرم في 17 ايار (مايو) الماضي في طهران بين ايران والبرازيل وتركيا. وقال للصحافيين: «اعتقد ان على ايران الآن تبديد هذه» المخاوف. ورفضت الدول الكبرى الاتفاق الذي ينص على تبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب في مقابل حصول طهران على يورانيوم اعلى تخصيباً لاستخدامه في مفاعل ايراني لإنتاج النظائر الطبية. وأعرب اموريم عن رأيه بأن العقوبات لا تساعد، لكن اكد ان ما يشجعه هو ان «رد ايران حتى الآن ما زال مرناً». وأشار وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف الى ان «من المهم جداً في الوقت الحالي ألّا يغلق فرض عقوبات دولية اضافية الباب امام اجراء مفاوضات ومحادثات مع ايران». وقال: «امل في ان تصبح السلطات الايرانية مستعدة للجلوس الى الطاولة لإجراء حوار مفتوح حول كل القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي مع مجموعة فيينا والوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيجاد حل لهذا الوضع». واعرب الوزير البرازيلي عن ارتياحه لاستعداد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمواصلة المفاوضات مع ايران استناداً الى الاقتراح البرازيلي والتركي.