شدد وزير التجارة والاستثمار السعودي الدكتور ماجد القصبي على أن كل الشواهد تؤكد أن أمام دول مجلس التعاون فرصاً طيبة لوضع الأسس العملية لتوسيع نطاق المبادلات التجارية البينية والاستثمارات المشتركة، انطلاقاً من حقيقة أن السوق الخليجية الموحدة هي بحد ذاتها مخرج لمحدودية السوق المحلية لكل دولة منفردة، فضلاً عن أنها تمثل بداية طبيعية للسوق العربية والإسلامية وجميعها أسواق واعدة. وأشار في كلمة ألقاها خلال ترؤسه أمس اجتماع وزراء التجارة بدول مجلس التعاون ال53 في الرياض، إلى أن السوق الخليجية الموحدة تحتاج إلى العمل الجاد والتنسيق الفعال من أجل تنمية الاستثمارات المشتركة والمبادلات البينية حتى يتحقق لنا نوع من الاقتسام المستحق لمنافع التجارة الدولية والاستثمار مع شركائنا التجاريين في دول العالم. وأشار إلى أن الاجتماع يجسد واقعاً عملياً في مسيرة التعاون الخليجي وهي مسيرة محورها التكامل الاقتصادي، وقوتها المحركة تضافر جهود القطاعين العام والخاص في دول المجلس. من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني في كلمته أمام الاجتماع إن التعاون المشترك بين دول المجلس في القطاع التجاري حقق خلال السنوات الماضية إنجازات مهمة كان لها الأثر الواضح في تعزيز مسيرة النمو الاقتصادي الخليجي، وفتح آفاق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار بين دول المجلس والعديد من دول العالم وتكتلاته الاقتصادية التي أصبحت تنظر إلى منظومة مجلس التعاون كواحة للاستقرار والازدهار الاقتصادي وبيئة خصبة للاستثمار المربح في مختلف المجالات الاقتصادية. وأكد الدور البارز والمؤثر للقطاع الخليجي الخاص في ما تحقق من نجاح وتقدم ونماء ملموس ومشهود، إذ لعبت مبادرات القطاع الخاص الخليجي وإسهاماته الرائدة دوراً حيوياً في ما أنجزته التنمية المستدامة من نجاحات حققت لدول المجلس سمعة ممتازة ومكانة مرموقة بين دول العالم المتقدمة. وأشاد بالجهود الملموسة التي يبذلها وزراء التجارة بدول المجلس للارتقاء بدور القطاع التجاري في مسيرة النمو الاقتصادي بدول المجلس، والمساعي الحثيثة التي يقومون بها لتعزيز التكامل التجاري بين دول المجلس تنفيذاً لتوجيهات قادة دول المجلس، لكل ما من شأنه تعزيز مساهمة القطاع الخاص في مسيرة التنمية الاقتصادية. وأشار إلى اللقاء التشاوري الدوري بين وزراء التجارة وممثلين عن اتحادات غرف التجارة والصناعة بدول المجلس الذي عقد في مقر الأمانة العامة العام الماضي، ووصفه بأنه كان لقاء بناء ومثمراً خرج بتوصيات فعالة من شأنها أن تسهم في تحقيق أهداف التعاون المشترك، معرباً عن تطلعه إلى عقد اللقاء التشاوري القادم على هامش فعاليات المعرض المشترك ال16 لدول مجلس التعاون في الرياض يوم 27 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.