أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس استعداد الوكالة للتعاون مع مصر في بناء محطات نووية، مشيراً إلى أن إيران أبلغت الوكالة أخيراً رفضها وجود إثنين من المفتشين توجها إليها لإجراء عملية المراقبة والمتابعة لمسألة تخصيب اليورانيوم، لكنه قال إنه «على رغم ذلك لم نبلغ رسمياً من جانب الحكومة الإيرانية بخفض مستوى التعاون مع الوكالة». وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقد أمس جلسة محادثات مع أمانو الذي يزور مصر وبحثا في مواضيع منع الانتشار النووي ودعم الوكالة للمشروع النووي المصري السلمي. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع أمانو: «تناولنا المساعدات التي يمكن لوكالة الطاقة أن تقدمها إلى مصر في إطار البرنامج النووي المصري في ظل رغبتنا في بناء أول محطة نووية للطاقة الذرية، كما اتفقنا مع أمانو على الخطوات التي يمكن أن تساعد بها الوكالة مصر في إعادة تأهيل المفاعل النووي في أنشاص». وأوضح أن المحادثات مع أمانو تناولت أيضاً نتائج مؤتمر المراجعة لمعاهدة منع الانتشار النووي الذي عقد أخيراً في نيويورك. ورداً على سؤال عما إذا كانت مصر ستغيّر موقفها من الدعوة بشأن انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي، قال أبو الغيط: «لا أتوقع ولا أتصور أن أحداً في مصر يقول بأن نتوقف عن المطالبة بإخضاع كل ما هو متاح لإسرائيل من تسهيلات لرقابة المجتمع الدولي ممثلاً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف: «بالطبع سنمضي في طريق عقد المؤتمر الخاص بإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل في عام 2012، وإخضاع الأجهزة والمفاعلات والإمكانات النووية الإسرائيلية للرقابة». ورداً على سؤال هل بدأت إيران في تغذية المجموعة الثانية من أجهزة الطرد المركزي لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة، أوضح أمانو أن الوكالة لا يوجد لديها أي تقارير بخصوص قيام إيران بربط المجموعة الثانية من أجهزة الطرد المركزي بالمجموعة الأولى ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم. وعلّق أبو الغيط على هذا الأمر، موضحاً أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة يقصد أن الوكالة ليست متأكدة من قيام إيران بربط مجموعة أجهزة الطرد الثانية مع المجموعة الأولى بما يؤدي إلى قدرة إيران على رفع مستوى التخصيب إلى نسبة 20 في المئة. ورداً على سؤال حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها الوكالة ضد المنشآت النووية الإسرائيلية، قال أمانو إن هذه الخطوات مرتبطة بقرار مؤتمر المراجعة للمعاهدة وعقد مؤتمر دولي لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وأبدى أمانو استعداد وكالة الطاقة للتعاون مع مصر في مشروعها النووي السلمي. ونقلت عنه وكالة «فرانس برس» أن «الوكالة سعيدة جداً بالتعاون مع مصر في مشروعها للطاقة النووية. ومصر تبحث حالياً في اختيار موقع محطتها للطاقة» النووية. وأعلن الرئيس المصري حسني مبارك في تشرين الأول (اكتوبر) 2007 أن بلاده تنوي التزود بمحطات نووية، في استئناف لبرنامجها النووي الذي جُمّد 20 عاماً. وتخطط مصر لبناء أربع محطات باشراف الوكالة الدولية، وأعلن أمانو أن وكالته اقترحت ارسال بعثة إلى مصر من دون أن يُقدّم مزيداً من التفاصيل عنها. وتملك مصر مفاعل أبحاث في أنشاص شمال شرقي القاهرة. وصادقت مصر على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1981 لكنها أوضحت أنها لن توقع بروتوكولاً إضافياً يجيز للوكالة الدولية اجراء عمليات تفتيش اضافية لمنشآتها النووية. وأجرى أمانو أمس محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والتقى أعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية.