أعلنت مصادر رسمية في الرباط تورط شخص يحمل الجنسية الفلسطينية في قيادة «شبكة إرهابية» قالت إنها كانت تعتزم تنفيذ هجمات إرهابية في البلاد. وأوضح بيان لوزارة الداخلية المغربية صدر أمس أن الشبكة التي جرى تفكيكها تضم 11 شخصاً «يتبنون الفكر التكفيري الجهادي»، من دون إعطاء تفاصيل أكثر عن اسم التنظيم ومجالات تحركاته وارتبطاته. لكن الوزارة أكدت أن التحقيقات تتواصل مع المعتقلين بإشراف الادعاء العام لدى محكمة الاستئناف في الرباط قبل إحالتهم على القضاء. على صعيد آخر، دعا وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إلى الإفادة من تجربة دول مجلس التعاون الخليجي. وقال إن الحوار الإيجابي بين دول الاتحاد المغاربي «يمنح منطقة الشمال الأفريقي الفرصة للإفادة من التجربة الخليجية». وأضاف أن المغرب «يشجع دائماً الحوار والتعاون بين الدول المغاربية ونظيرتها الخليجية على المستويات كافة»، لكنه عبّر عن أسفه حيال تدني حجم المعاملات بين الدول المغاربية الذي لا يرتقي إلى المستوى الذي تعرفه التجربة الخليجية. إلى ذلك، توقف مراقبون أمام مشاركة وزيرة الطاقة المغربية السيدة أمينة بنحضرة في اجتماع استضافته الجزائر نهاية الأسبوع الماضي لدرس مشروع الدمج التدريجي لأسواق الكهرباء بين كل من المغرب والجزائر وتونس ودول الاتحاد الأوروبي، في حضور مسؤولين جزائريين وتونسيين وأوروبيين. وصرحت الوزيرة بنخضرة بأن تعزيز التعاون بين البلدان الثلاثة «يمكّن الاتحاد المغاربي من تجاوز أزمته الراهنة والارتقاء الى مستوى إقامة سوق مغاربية، على المدى الطويل يكون لها امتداد أوروبي». وعاودت المصادر إلى الأذهان أن أول مشروع مغاربي انطلق في ضوء انفراج العلاقات بين المغرب والجزائر، ركز على خطة تمرير الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر الأراضي المغربية، مؤكدة أن المشروع يكاد يكون الوحيد الذي صمد في وجه الهزات التي سببت تعثر علاقات البلدين الجارين، ما يشير الى إمكان العودة إلى ديبلوماسية الهاجس الاقتصادي. ولفتت المصادر إلى تبادل الزيارات بين وفود من رجال الأعمال المغاربة والجزائريين، إضافة إلى تشكيل نقابات مغاربية في قطاعات التعليم والبحث الجامعي، وكذلك تعزيز التعاون في المجالات العلمية، ما قد يفتح في المجال أمام معاودة تطبيع العلاقات، أقله على الصعيد الاقتصادي. وذهبت المصادر الى إمكان إحياء وساطات أمنية في هذا السياق. قد تضطلع فيها باريس بدور المحرك الأساسي، إضافة الى مساع تبذلها إسبانيا لاستئناف المفاوضات. وذكرت مصادر ديبلوماسية أن وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس قد يجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة مع الموفد الدولي إلى الصحراء كريستوفر روس للبحث في آليات معاودة المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. وسبق لمدريد أن أكدت أنها بصدد الإعداد لمبادرة مشتركة تضمها إلى جانب باريس وواشنطن لطرح اقتراحات عملية للخروج من نفق المأزق الراهن، ما يفسر كيف أن ردود الفعل المغربية على زيارة زعيم الحزب الشعبي الإسباني ماريانو رخوي إلى مدينة مليلية المحتلة ارتدت طابعاً شعبياً، وأكدت مصادر رسمية ل «الحياة» أن «موقفنا معروف إزاء هذه التطورات» وأن الرباط تبقى متمسكة بدعوتها الى الحوار للبحث في مستقبل المدينتين المحتلتين. وكان رخوي هاجم سياسة الحزب الحاكم إزاء العلاقة مع المغرب ووعد الإسبان المقيمين في مليلية بتحسين أوضاعهم في حال تولي حزبه المسؤولية، فيما تزامن ذلك مع تدشين أول خط بحري بين العيون كبرى مدن المحافظات الصحراوية وجزر لاس بالماس نهاية الأسبوع الماضي.