ارتفعت ثروات أصحاب الملايين 11.5 في المئة في 2009 إلى 112 تريليون دولار معوضة الجزء الأعظم من الخسائر التي منيت بها خلال أوج أزمة المال العالمية في 2008. ونالت المنطقة العربية، وفقاً لما ذكرته مؤسسة الاستشارات المالية الأميركية «بوسطن كونسلنتيغ غروب» في تقرير، حصة من المكاسب التعويضية تمثلت في ازدياد عدد الأسر السعودية من أصحاب الملايين السعوديين إلى 117 ألف أسرة. إلا أن تقرير «بوسطن غروب» الذي نشرت تفاصيله الجمعة الماضي لم يحظ باهتمام يذكر على رغم ما يعنيه تعويض خسائر 2008 التي لم تكن فادحة فحسب بل كارثية بكل ما للمصطلح من معنى، إذ راوح مقدار انهيار مؤشرات أسواق المال بين 34 في المئة في نيويورك و65 في المئة في شنغهاي، وبلغ الحجم الإجمالي للخسائر الورقية التي لحقت بحملة الأسهم زهاء 20 تريليون دولار انفردت بورصات «وول ستريت» منها بنحو الثلث. ولا يعتبر سبب التجاهل لغزاً، لا سيما في «وول ستريت»، فبعد تحقيق إنجاز ضخم، تابع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الذي يعكس الأداء العام للأسهم الأميركية، التحليق رافعاً مكاسبه التراكمية من 20 في المئة في 2009 إلى 31 في المئة بحلول 23 نيسان (أبريل) الماضي. لكن انفجار أزمة ديون اليونان في الأسبوع الأخير من نيسان التهم كل المكاسب المحققة في 2010، إضافة إلى نحو 6 في المئة من مكاسب 2009. وحذّر فريق من المحللين والاقتصاديين في مصرف «مورغان ستانلي» في تحليل مشترك الأسبوع الماضي، من أن أزمة الديون السيادية التي اعتبرها السبب الرئيس لاضطراب أسواق المال وخسائرها القاسية، لن تنحصر في اليونان أو حتى السواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وإنما ستجد طريقها إلى عمق منطقة اليورو قبل أن تنتقل لاحقاً إلى الضفة الغربية من الأطلسي. وقلل المحللون في المقابل من خطورة أزمة الديون السيادية على الاقتصادات الصاعدة، وحتى وتيرة النمو الاقتصادي المعتدلة في منطقة اليورو وأميركا، مستبعدين احتمال عودة الاقتصادات المتقدمة إلى الركود في المستقبل المنظور. ولعبت التوقعات الاقتصادية كما يبدو دوراً في ارتفاع مؤشرات البورصات الأميركية 2.5 في المئة في المتوسط الأسبوع الماضي، وللأسبوع الثاني على التوالي، مستعيدة ما خسرته من مكاسب 2009. ولاحظت «بوسطن غروب» أن «ثروات أصحاب الملايين عادت إلى المستوى الذي كانت عليه قبل أزمة المال العالمية في 2007، إلا أن الثقة لم تعد». وتوقعت ازدياد الثروة العالمية 6 في المئة سنوياً في الأعوام الخمسة المقبلة، مشددة على أن المعول الأساس في تحقيق هذه الوتيرة - التي لا تزيد على نصف نسبة الزيادة المحققة في 2009 - ينحصر في النمو القوي المتوقع في الاقتصادات الصاعدة. وازداد عدد الأسر السعودية الثرية التي استعادت أو اكتسبت لقب مليونير في 2009 ثمانية في المئة مرتفعاً إلى 116.861 أسرة حصتها بحسب تقديرات «بوسطن غروب» 77 في المئة من الثروة السعودية. وانفردت الأسر التي راوحت قيمة أصولها بين 5 و10 ملايين دولار بالنصيب الأكبر (46 في المئة) من هذه الثروة. واحتفظت أميركا بأكبر عدد من الأسر أصحاب الملايين على المستوى العالمي. فعلى رغم أن الخسائر المالية والعقارية الأميركية التي لحقت بالأسر الأميركية في الأزمة ناهزت 16 تريليون دولار، إلا أن عدد أصحاب الملايين الأميركيين ارتفع 15 في المئة العام الماضي متجاوزاً 4.7 مليون أسرة قدرت «بوسطن غروب» حصتها من الثروة الأميركية بنحو 56 في المئة. وجاءت بعد الولاياتالمتحدة في عدد أصحاب الملايين: اليابان (1.23 مليون أسرة) والصين (670 ألف أسرة) وبريطانيا (485 ألف أسرة) وألمانيا (430 ألف أسرة) وإيطاليا (300 ألف أسرة) وسويسرا (283 ألف أسرة) وفرنسا (280 ألف أسرة) وتايوان (230 ألف أسرة) وهونغ كونغ (205 آلاف أسرة)، فيما حلت السعودية في المرتبة ال 19 على المستوى العالمي.