تتعامل مع الشاشة وكأنها لوحة جمالية، ليست مجرد كاميرا ومايك ونص تقرأه على عجل لتغيب، بل تسعى بكل ما تمتلكه من حضور إلى رسم صورة ترسخ بها إطلالتها، دونما منح أي فرصة لينال من بقائها الإعلامي أي نسيان. مقدمة برنامج «صباح الخير يا عرب» على شاشة ام بي سي لجين عمران، انطلقت مصادفة نحو العمل التلفزيوني عام 2004، بعد انتقال عائلتها من العاصمة السعودية الرياض إلى مملكة البحرين، عقب تقاعد والدها من عمله العسكري، وتركها للعمل المصرفي الذي بدأته مع البنك السعودي الهولندي في الرياض، ثم سيتي بنك في البحرين. لم يخطر ببال لجين أنها ستتحول إلى واحدة من أشهر الإعلاميات العربيات، ولم تكن تدري أن مجرد اقتراح منها بتقديم برنامج يتناول الأسرة والعائلة في تلفزيون البحرين، سيقودها بعد سنوات إلى أن تتربع على قائمة واحد من أقوى برامج ام بي سي. قدمت لجين «عالم حواء» و«فلاش» وربما تكون هي المرة الأولى التي تظهر فيها مقدمة برامج على الشاشة نفسها ببرنامجين مختلفين، وهو ما تعتبره خطأ وضد العمل الاحترافي، لكنه وبحسب قولها كان «غلطة البدايات». في بدايتها تقول بألم: «كان هناك من يتربص بي ويتصيد أي خطأ، وإن لم يجد كان يدّعي خطأي، وعلى رغم أنني أؤمن بالمثل القائل «امشِ عدل يحتار عدوك فيك»، إلا أن عدوي كان دائماً لا يعرف الحيرة، وكان يبتكر أساليب وطرقاً عدة للنيل مني، كنت أتأثر في بداياتي بمثل هذه الانتقادات، التي تصل إلى حد التجريح أحياناً، لكنني وبعد مزيد من التعمق في عملي، وشعوري بأن ما أقدمه ذو قيمة اجتماعية وتوعوية كبيرة، أصبحت غير مهتمة، بما يكتب أو يقال»، مرجعة ذلك وبحسب قولها إلى أن الصحافة تضم شأنها شأن أي مهنة أخرى «بعض المنتفعين، الذين لا يمثلون المهنة، ولا أدبياتها، يسعون نحو الانتشار على حساب الآخرين، لكن المطمئن أن هؤلاء أعمارهم قصيرة في الصحافة، وسرعان ما يغادرونها نحو عمل آخر». وعلى رغم عملها في أكثر من قناة بدءاً من «تلفزيون البحرين» ومروراً ب «روتانا خليجية»، وانتهاء بشاشة «ام بي سي» إلا أن الأخيرة تمثل لها قمة الطموح، «لا أعتقد أنه يوجد إعلامي في العالم العربي لا ينظر ل «ام بي سي» على أنها أقصى طموحه، إنني في غاية السعادة كوني احد منسوبي هذه الشاشة السعودية العملاقة، فهي تقدم الدعم والخبرة والانتشار، أكثر من أي شاشة أخرى، على رغم تأكيدي على عدم إجحاف حق احد، وعلى رغم تأكيدي على أنني كنت سأوقع لها باكراً، أثناء وجودي ب «روتانا خليجية»، لكن تدخل إحدى الشخصيات الكبرى في «روتانا» منعني من هذا الانتقال لمدة عامين، وفي الأخير فضلت أن انتقل إلى شاشة كانت وستظل بالنسبة لي أهم محطة إعلامية في حياتي، للحد الذي يدفعني إلى الابتعاد عن الإعلام بمجرد تفكيري بالخروج منها». ولم تخفِ لجين تعرضها لانتقادات من البعض بعد عرض تقرير مصور عن لاعبي المنتخب الفرنسي، وإقامة بعض لاعبيه علاقات غير مشروعة مع فتاة قاصر جزائرية في احد المطاعم الباريسية، معترفة أن الانتقادات «جاءت بسبب عرض الصور» على رغم أن كثيراً من المسلسلات المعروضة الآن على مختلف الشاشات – بحسب رأيها – تضم الكثير من مثل هذه الصور، مشيرة إلى أنها تعمل وفق فريق يضم أكثر من 30 شخصاً، متسائلة: «لماذا إذا ما انتقد البرنامج أكون أنا في وجه المدفع، على رغم أنني واحدة من فريق كبير، ولست وحيدة فيه». وعن أصعب ما تواجهه في برنامجها «صباح الخير يا عرب»، قالت إنها لابد ان تنقل الفرح وتبعد الملل عن مشاهديها كل صباح، وهو عمل في غاية الصعوبة، «أتخيل الفرح داخلي، لأخلق منه حالة أحاول نقلها إلى المشاهدين كل صباح».