في هجوم هو الثاني الذي يستهدف مصرفاً حكومياً خلال أسبوع، لقي 26 شخصاً مصرعهم وأصيب حوالى 53 آخرين أمس بانفجار سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان استهدفا «البنك العراقي للتجارة» غرب بغداد. ويقع البنك في المأمون التابع لحي المنصور في ناحية الكرخ. وتضررت دوائر الجنسية والجوازات والمرور المجاورة. وأكدت قيادة العمليات في بغداد في بيان ان «تقارير خبراء المتفجرات اكدت ان الانفجارين في منطقة المنصور كانا بواسطة انتحاريين يستقلان سيارتين مفخختين». وأضافت ان «كل سيارة كانت ملغمة بثمانين كلغ من مادة نترات الامونيوم»، مشيرة الى ان «الانفجارين حدثا في وقت واحد». وبين القتلى والجرحى نساء وأطفال. وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك القريب من موقع الانفجار «تلقي 15 جثة و48 جريحاً بينهم نساء واطفال ورجال شرطة». وقالت مصادر مصرفية ان البنك المستهدف يشكل العصب التجاري للحكومة، من خلاله تؤدي التزاماتها للمستثمرين الذين عليهم انهاء معاملاتهم في هذا المصرف لكي يستطيعوا العمل في العراق. يذكر أن مجموعة مسلحة اقتحمت قبل اسبوع بالضبط المصرف المركزي في وسط بغداد. وتبنت «دولة العراق الاسلامية»، وهي تحالف يضم عدداً من التنظيمات بقيادة «القاعدة»، الهجوم الذي استهدف مجمع ابنية المصرف المركزي واسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 55 آخرين. وأوضحت في بيان ان العملية «استهدفت ركناً من اركان المشروع الصفوي الصليبي وحكومته في المنطقة الخضراء ضمن غزوة الاسير»، في اشارة الى موجة من العمليات التي تضرب بغداد منذ تفجير وزارة الخارجية في آب (اغسطس) الماضي. ويسود لغط حول اقتحام المصرف والهدف من ورائه. وأكدت مصادر امنية «احتراق العديد من الملفات المهمة وعدم حصول سرقة اموال انما قد تكون احترقت بفعل المواجهات». واشارت الى ان «الدافع وراء العملية هو اثبات الوجود وتحدي الدولة عبر اقتحام احد رموزها المهمة، وليس السرقة». وتشهد موجة العنف تصاعداً في ظل استمرار الجمود السياسي والتأزم الناجم عن تجاذبات حادة بين الكتل البرلمانية حيال تشكيل حكومة جديدة. فقد لقي سبعة اشخاص مصرعهم مساء أول من امس واصيب حوالى عشرين آخرين في هجومين منفصلين بواسطة صواريخ وعبوات ناسفة في شمال العاصمة وشرقها، بينما عثرت الشرطة على ثماني جثث بينها خمس لنساء في احد منازل منطقة زيونة في وسط بغداد. وقبل يومين، قتلت مجموعة من المسلحين سبعة جنود واصابت آخر قرب مدينة القائم الحدودية مع سورية، كما قتل ثمانية اشخاص بتفجير سيارة امام منزل احد اعضاء مجلس محافظة صلاح الدين في بلدة طوزخورماتو ذات الغالبية من التركمان الشيعة. يذكر أن العاشر من أيار (مايو) الماضي، كان الاعنف منذ مطلع العام الحالي عندما قتل 102 شخص وجرح نحو 268 آخرين في سلسلة من الانفجارات في عموم العراق.