تظاهر المئات غالبيتهم من أنصار التيار الصدري في مناطق متفرفة بعد صلاة الجمعة في بغداد بعيداً عن وسط المدينة مؤكدين مطالبهم بالاصلاحات ومحاربة الفساد. وتظاهر الآلاف مراراً خلال الأسابيع الماضية للضغط على الحكومة من أجل تعيين وزراء تكنوقراط مستقلين بدلاً من موالين لأحزاب سياسية. وكانت ساحة التحرير والمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب، كلاهما في وسط بغداد، الموقع الرئيس لتجمع المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء. وقال مصدر في مكتب الصدر في النجف اليوم إن «التظاهرات الغاضبة ستنطلق في أماكن اقامة صلوات الجمعة في كل محافظة احتجاجاً على عدم تصويت البرلمان على حكومة التكنوقراط وممارسة التسويف والمماطلة». وأكد ابراهيم الجابري مسؤول مكتب التيار الصدري في الجانب الشرقي من بغداد أن «التظاهرات مستمرة في كل مكان حيث تقام صلاة الجمعة في بغداد والمحافظات ضد الفساد والمفسدين». وأضاف: «نحن بانتظار جلسة البرلمان وهذه فرصة اعطيناها للحكومة». من جانبها، اتخذت القوات الأمنية اجراءات مشددة شملت قطع طرق وجسور رئيسة تؤدي الى المنطقة الخضراء، بحواجز كونكريتية إضافة الى انتشار مكثف لقوات الأمن. وقال الجابري «يعلمون باننا لن نخرج للتظاهر، وقاموا بهذا كانه من موقع القوة لكن القوة عند الشعب وليس عند الطغاة»، مؤكداً أن «تظاهرة خرجت في مدينة الصدر، والتظاهرات مستمرة ولن تتوقف». ويطالب المتظاهرون وغالبيتهم من انصار رجل الدين مقتدى الصدر، باصلاحات ومحاربة الفساد في معظم المؤسسات الحكومية. وفشل مجلس النواب بالتصويت على اسماء مرشحين تكنوقراط، قدمهم رئيس الوزراء حيدر العبادي بسبب تجاذبات سياسية. ويسعى العبادي الى تشكيل حكومة من وزراء مستقلين لكنه يواجه معارضة من قبل الاحزاب الكبيرة التي تتمسك بسيطرتها على مقدرات البلاد.