أعلنت رئيسة الحكومة القرغيزية الموقتة روزا أوتونبايفا التي تسلمت السلطة بعد اطاحة حكم الرئيس السابق كرمان بك باكييف مطلع نيسان (ابريل) الماضي أمس، أن الاستفتاء المقرر حول الدستور الجديد للبلاد سينظم «في كل الحالات» في 27 الشهر الجاري، و «حتى اذا لم تشارك بعض مناطق فيه بسبب إعلان حال الطوارئ». جاء ذلك خلال زيارتها مدينة أوش الجنوبية التي انفجرت فيها احداث العنف العرقية الاسبوع الماضي، حيث قالت: «الاستفتاء ضروري، وإلا لن نخرج من الفوضى»، في وقت أعلنت روسيا إرسال مراقبيها إلى الاستفتاء. واقرت اوتونباييفا بأن عدد ضحايا اعمال العنف قد يكون اكبر بعشر مرات من الرقم الرسمي المعلن والذي يشير الى سقوط 192 قتيلاً، ثم خففت تقديراتها خلال لقائها ممثلي المجتمع المدني في اوش موضحة ان الحصيلة النهائية « ستكون اكبر بمرات من الارقام التي ذكرت، وقالت «ليس الامر اننا نخفي الحقيقة لكننا لا نملك الارقام. الناس دفنوا ويدفنون الجثث من دون ابلاغ السلطات». ورفضت الانتقادات التي تتهم حكومتها الانتقالية بالعجز عن وقف العنف العرقي وعن ادارة الازمة الانسانية. وصرحت اوتونباييفا: «اتركوا لنا القليل من الأمل وكفوا عن القول اننا لا نفعل شيئاً». في غضون ذلك، اعلن ناطق باسم منظمة الصحة العالمية، ان عدد المتضررين مباشرة أو غير مباشرة، وبينهم 300 ألف نازح، قد يصل إلى نحو مليون شخص. وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة القرغيزية إلى أن الاشتباكات في جنوب البلاد أسفرت عن مقتل 191 شخصاً، فيما افادت جهات امنية بأن العدد الحقيقي للقتلى يتجاوز 1800 شخص. وبدأت المساعدة الدولية بالوصول الى اللاجئين في اوزبكستان، فيما شدد مسؤولو الاغاثة على «ضرورة وضع الحكومة القرغيزية حداً لاعمال العنف التي تؤدي الى تدفق اللاجئين». على صعيد آخر، اعلنت بشكيك انها ستطلب رسمياً من واشنطن مساعدتها في اقناع لندن بتسليمها المتهم الرئيس بتنظيم اعمال الشغب مكسيم باكييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف. وقال نائب رئيسة الحكومة القرغيزية الموقتة عظيم بك بكنزاروف: «تكافح الولاياتالمتحدة الارهاب، وتملك قاعدة عسكرية في قرغيزستان، لذا سنطلب مساعدتها في القبض على إرهابي ثبت ضلوعه في تنظيم أعمال الشغب التي يشهدها جنوب البلاد منذ أسبوع». وكانت الحكومة القيرغيزية لمحت الى ربط موضوع تسليم باكييف بمصير القاعدة الاميركية. ولوح مسؤول بارز باحتمال اتخاذ قرار باغلاق القاعدة الحيوية بالنسبة الى عمليات قوات التحالف في افغانستان، في حال لم تقدم واشنطن المساعدة اللازمة لتسليم باكييف الى القضاء القيرغيزي، علماً أن لندن رفضت طلبين لتسليمه. الى ذلك، طالب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون آسيا الجنوبية والوسطى روبرت بليك خلال زيارة بدأها إلى اوزبكستان المجاورة لقرغيزستان أمس، بإجراء تحقيق مستقل في ملابسات الاشتباكات العرقية التي وقعت في جنوب قرغيزستان . وقال: «نظراً الى ضرورة الاستماع إلى شهادات عدد كبير من الهاربين من قرغيزستان إلى أوزبكستان، يجب أن تجري لجنة مستقلة تحقيقاً في ملابسات الأحداث، اضافة الى التحقيقات التي تجريها السلطات القرغيزية». وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أن المهمة الرئيسية للحكومة القرغيزية حالياً تتمثل في وقف العنف، ما سيضع حداً لفرار النازحين. وفي موسكو، أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن قرغيزستان سحبت طلب إرسال قوات حفظ السلام الروسية لتسوية الوضع في جنوب البلاد. واوضح انه لا يرى ضرورة لتدخل عسكري خارجي حالياً، و «يجب ان يسيطر زملاؤنا القرغيز الوضع بأنفسهم. إنها مشكلة داخلية أتمنى أن يستطيعوا حلها».