لم تعد عمليات التطوير والصيانة التي أطلقتها أمانة المنطقة الشرقية أخيراً، في شوارع الدماموالخبر، حصراً على الشوارع والأرصفة فحسب، بعد أن انتقلت العدوى لتطال عددًا من الميادين العامة، خصوصاً الواقعة في كورنيش الدمام، والتي تقدر بنحو أربعة ميادين، تقتصر أعمال صيانتها على المسطحات الخضراء والأضواء المحيطة فيها، بعيداً عن المجسمات القائمة في وسطها. وتتفاوت حظوظ تلك الميادين بحسب موقعها، إلا أن ميدان «الصدفة» الواقع في تقاطع طريق الشارع ال18،» مع طريق الخليج العربي في الدمام، هو «الأسوأ حظاً» بينها، خصوصاً أنه الوحيد من نوعه في الشرقية الذي يستخدم تقنية تدوير المياه (النافورة). و»لم يعد الدوار الأكثر شهرة في الشارع، كما كان في سابق عهده، بعد انقطاع المياه عنه، إما لعدم السداد، أو لعطل في مكائن الضخ» بحسب قول تركي الدوسري الذي يسكن حي الزهور المجاور للميدان، الذي تحول إلى «مكان يؤمه عدد من المشاغبين، من المقيمين والمواطنين، لممارسة رياضة التزلج». ويقول الدوسري: «شهد الميدان أعمال حفر على جوانبه، لربط الإشارات الضوئية التي استحدثت. ولم يتم تشغيلها حتى الآن. كما لم تتم إعادته إلى ما كان عليه سابقاً»، مضيفاً «في دول الخليج المجاورة، يتم الاهتمام في الميادين العامة في شكل لافت، كي تكون معلماً للمدينة، وعامل جذب بصري لمستخدميه، خلافاً لما هو عليه حال الميادين لدينا». وعلى مسافة لا تزيد عن الكيلومتر، يقع ميدان «الأشرعة»، الذي يشاطر «الصدفة» الهم ذاته، بعد تساقط أجزاء من السيراميك الملون، الذي يزين أشرعته الثلاثة، بعد إهماله واقتصار أعمال صيانته هو الآخر على المسطحات الخضراء المحيطة فيه. ويجمع الميدانان شكلياً مجموعة من الكرات الصغيرة، تم وضعها على أطرافه في شكل جمالي. إلا أنها لم تصمد هي الأخرى، أمام أعمال التطوير التي تتباهى بها الأمانة بين الفينة والأخرى. ويصف أحد المهندسين المدنيين، الميادين العامة والمجسمات الجمالية الرئيسة ب «الخط الأحمر»، الذي لا يمكن تجاوزه، موضحاً أن الميادين التي يتم استحداثها «تحدد هوية كل منطقة ومدينة، فإذا تم إهمال الهوية العامة لتلك المدينة، ضاعت، وبقيت ذكرى قديمة، كما حدث مع مجسم «الديسكفري» في الخبر، الذي ظل معلماً رئيساً في طريق الملك عبد العزيز مع تقاطع طريق الأمير فيصل بن فهد، إذ انتهى به المطاف إلى حديقة داخلية في منطقة غير مأهولة بالسكان. في المقابل، أكدت أمانة المنطقة الشرقية على لسان ناطقها الإعلامي حسين البلوشي، «اعتماد برنامج خاص لصيانة الميادين الموزعة في مدن ومحافظات الشرقية، وسيتم البدء فيه خلال العام المقبل، بعد تخصيص مبالغ مالية، وإدراجها ضمن الموازنة العامة للبلديات»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أعمال صيانة تشهدها تلك الميادين.