حذرت مسؤولة صحية في المنطقة الشرقية، من المشكلات الصحية والإعاقات التي تصيب الأبناء، نتيجة عدم التزام الآباء بنتائج فحص ما قبل الزواج، منوهةً إلى خوف الشباب من اللجوء إلى الزواج، بسبب «الفحص الإلزامي». وأشارت إلى ارتفاع أعداد من لم يحالفهم الحظ في الزواج، بسبب هذا الفحص، ما اعتبرته دليلا على انتشار الأمراض الوراثية في الشرقية. ولم تقدم منسقة التوعية الصحية في إدارة الرعاية الصحية الأولية في الشرقية الدكتورة هدى إدريس، رقماً محدداً لحالات فشل الزواج بسبب نتائج الفحص، لكنها أكدت ل «الحياة» ان «الرقم كبير»، مؤكدة على ضرورة «إجراء الفحص والالتزام في نتائجه، خصوصاً أن الشرقية تتصدر مناطق المملكة في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية، لأسباب عدة». وأشارت إدريس، خلال محاضرة عن فحص ما قبل الزواج، أقامتها جمعية «جود الخيرية النسائية»، أول من أمس، إلى أن أبرز الأمراض الوراثية التي تنجم عن زواج الأقارب، منها «الثلاسيميا، وفقر الدم المنجلي، والأنيميا المنجلية، والالتهابات الفيروسية المعدية». وأوضحت أن من بين الأخيرة «التهاب الكبد الفيروسي «ج»، الذي يؤدي إلى حدوث مضاعفات، ف80 في المئة من المرضى المصابين به يتطور المرض لديهم إلى التهاب الكبد المزمن، أما البقية، فيصابون بتليف الكبد»، معتبرة أن بعض أنواع السرطان تأتي ب «الوراثة». وذكرت ان الهدف من الفحص الطبي قبل الزواج هو «المحافظة على صحة المقبلين على الزواج، والحد من انتشار الأمراض الوراثية، وتقليل الضغط على المستشفيات وبنوك الدم والزحام على الأسرة، إضافة إلى تجنب المشكلات الاجتماعية النفسية للأسر التي يعاني أطفالها من أمراض وراثية». وأشارت إلى أن فحص ما قبل الزواج «ملزم قانونياً، إلا أن تخوف البعض من الزواج بسبب هذا الفحص قد ينجم عنه مشكلات عدة، منها العنوسة، فهناك عدد من الفتيات يتخوفن من إجراء الفحص، بسبب الحرج الاجتماعي الذي قد يحدث حين ظهور النتائج»، مستدركة أن «بطلان الزواج وعدم موافقة الطرف الآخر، بسبب نتائج الفحص لا يعني عدم قدرة الفتاة أو الشاب، على الزواج من آخر، وإنما يعني وجود أمراض وراثية لا بد من تلافيها. وقد يرتبط أحدهما في شخص آخر، لا يحمل المرض، وينجبان أطفالاً غير مصابين، وإنما حاملين للصفة الوراثية للمرض». وأبانت ان الأمراض المحددة في قائمة فحص ما قبل الزواج، تشمل «أمراض الدم الوراثية، والالتهابات الفيروسية المعدية»، مستعرضة المضاعفات التي تحدث نتيجة الإصابة بالأمراض، ومنها «قلة عدد الكريات، ونوبات الألم المتكررة، والالتهاب الرئوي الشعبي، والفشل الكلوي، وتآكل العظام، والسكتة الدماغية، والمشاكل النفسية». واعتبرت خلال المحاضرة التي حضرها عدد من الأسر، وشارك فيها مستشفى الأمل للصحة النفسية، أن «فحص ما قبل الزواج، أوقف حالات عدة، كانت على وشك الزواج، لأن أمراض الدم الوراثية تشهد ارتفاعاً. وهذا الفحص ضمن الخطط التي تسعى إليها الوزارة، لترسيخ مفهوم الوعي الصحي بين الناشئة». واستعرض ركن مستشفى الأمل للصحة النفسية، الآثار النفسية نتيجة الزواج غير الصحي، التي ينجم عنه أمراض وراثية. وتضمن الركن أيضاً كيفية تقديم العلاج بسرية، للأسر التي تكشف حالات إدمان مخدرات بين أفرادها، وشرب الكحول، وما تسببه من أمراض مزمنة.