أطلقت روسيا اليوم (الخميس) أول صاروخ فضائي من موقع جديد للاطلاق بعد يوم من تأجيل عملية الاطلاق بسبب مشكلة فنية عكّرت صفو الحدث الذي حظي بدعاية واسعة. وقالت وكالات أنباء روسية إن صاروخا من نوع سويوز غير مأهول يحمل ثلاثة أقمار صناعية إنطلق من منصة لاطلاق في موقع فوستوتشني الفضائي بمنطقة آمور قرب الحدود مع الصين في الساعة 05.01 بتوقيت موسكو (02.01 بتوقيت غرينتش). وكان ألغي اطلاق الصاروخ قبل أقل من دقيقتين من الموعد المقرر أمس (الاربعاء) ما أزعج الرئيس فلاديمير بوتين الذي طار آلاف الكيلومترات ليشاهد ما وصفته وسائل الاعلام الروسية ومسؤولون بأنه حدث تاريخي. وطلب بوتين أمس من مسؤولي الفضاء تعديل برنامجهم، وكان من المقرر إطلاق صاروخ سويوز غير مأهول يحمل ثلاثة أقمار صناعية إلى الفضاء من موقع فوستوتشني لكن المسؤولين في موقع الإطلاق بمنطقة آمور في أقصى شرق روسيا أعلنوا قبل لحظات من الموعد المقرر تأجيل عملية الإطلاق حتى صباح اليوم (الخميس) مشيرين إلى مشاكل فنية. وقال بوتين وقد بدا على وجهه التجهم على التلفزيون الرسمي بعد ساعات من تأجيل عملية الاطلاق "الحقيقة هي أن هناك عددا كبيرا من العقبات. هذا أمر سيء. ويتعين أن يكون هناك رد فعل مناسب". وخيمت أنباء التأجيلات والفساد على العمل في إقامة منصة الإطلاق الجديدة كما تأجلت في وقت سابق من الشهر الجاري عملية إطلاق لوكالة الفضاء الأوروبية من جيانا الفرنسية باستخدام صاروخ سويوز روسي مشابه بسبب مشكلات فنية. وتثير المشكلات المرتبطة بصواريخ الفضاء الروسية القلق ليس فقط لدى الكرملين ولكن لدى الولاياتالمتحدة أيضا التي تعتمد على روسيا في نقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية منذ إحالة أسطولها للتقاعد. وانتزعت روسيا ريادة الفضاء منذ أرسلت رائدها الشهير يوري جاجارين إلى الفضاء في عام 1961 ولكن منذ انهيار الاتحاد السوفيتي قلصت برنامجها الفضائي لقلة التمويل وظلت لسنوات تغطي الفجوات في ميزانيتها بنقل سائحين إلى الفضاء. ومنصة فوستوتشني قرب الحدود مع الصين هي المشروع الرائد في خطة استثمار يشرف عليها بوتين وتكلف 52 بليون دولار لاستشكاف الفضاء حتى عام 2020. وتهدف روسيا ببناء المنصة وهي الأولى على أراض روسية الى تقليل اعتمادها على قاعدة بايكونور التي تستأجرها من قازاخستان عضو الاتحاد السوفيتي السابق. ويخضع العديد من المشاركين في بناء منصة الإطلاق لتحقيق جنائي في اتهامات بالاختلاس كما أضرب العمال عن العمل بسبب تأخر صرف أجورهم وتأخر المشروع عن موعد اكتماله العام الماضي. وقال بوتين إن المشكلة الفنية مرتبطة بأنظمة الصاروخ وليس المنصة وأن روسيا لا تزال في موقع الريادة العالمية في العديد من جوانب تكنولوجيا الفضاء.