رام الله - رويترز - «لوين» عنوان عرض يجمع بين فنون السيرك والتمثيل والموسيقى ويروي جزءاً من الحكاية الفلسطينية بأسلوب جديد قدمه ثلاثة من مدربي مدرسة «سيرك فلسطين» بمشاركة ثلاثة من مدرسي الموسيقى في مؤسسة الكمنجاتي على خشبة مسرح وسينماتك القصبة مساء أول من أمس. وقال شادي زمرد مؤسس مدرسة «سيرك فلسطين»: «نعتمد في هذا العرض على اسلوب مدرسة السيرك الحديثة التي تجمع كل الفنون». وتدور الحكاية في مقهى «الخشة» وهو لفظ عامي يشير الى البيت المتواضع استخدم المشاركون عشرات العلب الكرتونية الكبيرة في بنائه لتنطلق منه قصة حب بين مدربة السيرك (ميس حجاج) وصاحب المقهى (نايف عثمان). ووسط حركات استعراضية على وقع موسيقى من اغاني المطربة المصرية ام كلثوم والمطربة اللبنانية فيروز والحان اخرى يتم تقديم مشهد يعود بالجمهور الى ذكرى اللجوء والنكبة باستخدام تلك الصرة من القماش التي حملها مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا او اجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 1948. ويقدم العرض مشهداً تراجيدياً يتمثل في تغير اسم المقهى عندما يحضر اليه رجل (فادي زمرد) وهو شقيق شادي زمرد وشريكه في العمل مرتدياً زياً يشير الى انه اجنبي وبعد حركات استعراضية من السيرك تجمع بين الفكاهة واستعراض العضلات يجبر صاحب المقهى على ان يبصم بابهامه على ورقة يتضح في ما بعد انها لبيع المقهى الذي سرعان ما يتحول اسمه الى «باز». وتقدم حجاج مشهداً تمثيلياً مستعينة بتجربتها المسرحية مع مسرح «عشتار» ترفض فيه فكرة بيع المقهى من اجل زواج صاحبه منها وتروي قصصاً من تلك التي كانت ترويها الجدات لأحفادهن. وقال المشاركون في احاديث منفصلة انهم لم يعتمدوا على نص مكتوب في تقديم هذا العمل الذي امضوا ستة اشهر في التدريب عليه الامر الذي يتيح لهم مزيداً من الحرية والارتجال. وقالت ميس الحائزة شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال والتي بدأت مشوارها في احتراف السيرك منذ اربع سنوات «الفكرة الاساسية في هذا العمل اننا نريد ان نترك للجمهور القرار في اين يذهب لذلك كان اسم العرض لوين وحمل في طياته رسائل مباشرة واخرى غير مباشرة عبر القصص التي قدمها». وأوضح فادي زمرد مدرب السيرك في مدرسة سيرك فلسطين ان الهدف من العرض كان «تقديم القضية الفلسطينية بطريقة جديدة. اضفنا اليها عروض السيرك وما قدم هو ما يجري على ارض الواقع اليوم من تغيير اسماء الشوارع والاماكن من قبل الاحتلال وما يجري من نهب للارض بطرق مختلفة». وأضاف وقد بدا سعيداً برد فعل الجمهور الذي صفق طويلاً، اضافة الى التصفيق مرات عدة خلال العرض: «هذه اول تجربة لنا على خشبة المسرح بمشاركة العزف الحي للموسيقى اضافة الى استخدامنا للتمثيل ويبدو اننا نجحنا». وأشار عثمان الى ان التدريب المكثف على مدار ستة اشهر مكن من تقديم عرض يحتاج الى الانسجام التام بين المشاركين نظراً للحركات المشتركة. وأضاف: «لم نستخدم وسائل الحماية في مثل هذه العروض لاننا نعمل باحتراف ولا مكان للخطأ». وبدا الجمهور معجباً بما شاهده من حركات استعراضية، وقال الشاب اسامة مخيمر (24 سنة): «العرض رائع جداً وبعد ان كنا نشاهد مثل هذه العروض على شاشة التلفزيون يمكننا اليوم ان نشاهدها في فلسطين على خشبة المسرح». ويتدرب في مدرسة «سيرك فلسطين» التي تعمل في رام الله والخليل وجنين مئة طالب تتراوح اعمارهم بين عشر سنين و30 سنة. وقال زمرد، مؤسس المدرسة: «نجحنا في تأسيس نواة من عشرة طلاب سيشكلون فريقاً محترفاً للسيرك الفلسطيني يمكننا من المشاركة في العروض الدولية». ووصفت نشرة وزعت قبل العرض الذي من المقرر عرضه مساء اليوم الاحد مرة اخرى على خشبة مسرح وسينماتك القصبة بأنه «عمل تجريبي ومزيج ما بين الواقع والخيال وانفعالات عفوية واخرى مدروسة تتلاحم جميعها لخلق صراع من اجل البقاء».