ترأس الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتماعاً تحضيرياً لفريق العمل المكلف الإعداد لزيارته دمشق الثلثاء المقبل لعقد قمة مع الرئيس السوري بشار الأسد محورها «مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية على المستويات كافة وتنسيق المواقف حيال الملفات والتحديات الإقليمية المطروحة ومتابعة تمتين التضامن العربي». وشهدت العاصمة السورية أمس انطلاق أعمال الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية السورية – اللبنانية برئاسة كل من: وزير الدولة رئيس الوفد اللبناني جان أوغاسبيان ورئيس هيئة تخطيط الدولة رئيس الوفد السوري عامر حسني لطفي، وفي حضور الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري وسفير لبنان لدى سورية ميشال خوري وأعضاء الوفدين، وهو يمهد لاجتماع «هيئة المتابعة والتنسيق» برئاسة رئيسي الوزراء السوري محمد ناجي عطري واللبناني سعد الحريري. وأوضح أوغاسبيان في كلمته أمام المجتمعين «أن الجانبين كانا درسا طيلة الفترة الماضية ملفات التعاون الثنائي من خلال مراجعة كل الاتفاقات الموقعة بينهما، ووضعا اقتراحات تطويرية عليها إضافة الى بحث في اتفاقات جديدة، ونتطلع الى التوصل الى مسودة نهائية ترفع الى الاجتماع المرتقب لهيئة المتابعة والتنسيق للتوقيع على الاتفاقات». ولفت الى «أن ما جرى التوصل إليه حتى الآن من شأنه، في حال تنفيذه، أن يحدث نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، علماً أن التوقيع على الاتفاقات ليس نهاية المطاف، انما هو بداية لوضع إطار قانوني مشترك يسمح للطرفين بتنفيذ محتوى كل الاتفاقات وتحويلها الى حقائق». ورأى «إن التحدي يكمن في إيجاد آلية وبرامج تنفيذية في كل الوزارات تنعكس إيجاباً على كل القطاعات في كل من البلدين»، وأكد «أن التعاون اللبناني - السوري سيكون بمثابة ورشة عمل مستمرة»، وقال: «نرحب بما أبدته الحكومة السورية من استعداد للتعاون في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية وقطاعات الخدمات». وقال: «إن العمل على تطوير العلاقات بمثابة خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح إيذاناً ببدء مرحلة جديدة، وترجمة المواضيع السياسية والاقتصادية الى خطوات عملية من خلال المؤسسات الدستورية اللبنانية والسورية، من شأنه ترسيخ التعاون الثنائي على أسس متينة وثابتة ترتقي بالعلاقات الى المستوى الذي تفرضه الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين وقواعد الثقة والمساواة والاحترام المتبادل». وشدد على «أن الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري تولي الاهتمام الكبير لتعزيز العلاقات مع سورية لما لذلك من تأثير إيجابي على الوضع الداخلي اللبناني وتطوير أواصر التعاون مع سورية والمساهمة في تمتين الصف العربي لمواجهة التحديات التي تحفل بها المنطقة، بدءاً من التهديدات الإسرائيلية والإرهاب الى الأزمات المالية الكبرى والحاجة الى ارتقاء الاقتصادات العربية الى مستوى تنافسي يحسن نوعية حياة المواطنين، ونحن مستمرون على هذا النهج، خصوصاً أن المرحلة المقبلة تتطلب عملاً دؤوباً وجاداً لمعالجة موضوعية لكل المسائل العالقة والقضايا التي قد تطرح مستقبلاً». وقال لطفي: «من خلال المتابعة في الفترة الماضية تبين أن هناك الكثير من الملاحظات البسيطة التي يمكن تجاوزها بالاتفاق في كثير من القضايا التي تربط علاقات التعاون بين البلدين»، لافتاً الى «وجود إضافات نتجت من خلال الملاحظات والأجوبة التي تمت بين الجانبين». وتمنى في تصريح الى «الحياة» أن «تتمكن اللجنة من إنتاج أكبر عدد ممكن من الاتفاقات التي قد تأخذ شكل مذكرات تفاهم أو برامج تنفيذية، وأن ننتهي الى إعداد مسودة مشروع جدول أعمال لهيئة المتابعة التي يفترض أن تنعقد في وقت قريب». وأشار الى «أن هناك عشر وثائق جاهزة للتوقيع وعشر وثائق يتم بحثها في الاجتماع حاليا»، مؤكداً أن ما سينتج من اجتماع اللجنة «وثائق ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية واتفاقات جديدة». وأشار خوري الى «أن قسماً كبيراً من العمل أنجز وهناك نحو 11 وثيقة جاهزة للتوقيع وطلب تأشيرها مع ممثل من الأمانة العامة للمجلس». وتمنى «أن تكون المناقشات أكثر إيجابية (تستمر اليوم)، لأن هدفنا جميعاً أن نطور الاتفاقات ونعمق العلاقات بين البلدين وهذه هي الإرادة السياسية اليوم». ونفى اوغاسبيان في تصريح ل «الحياة» وجود عقد في بعض الاتفاقات، وقال: «ليس هناك عقدة اليوم ما بين الوفدين السوري واللبناني وليس على مستوى العلاقات السورية - اللبنانية، نحن اليوم أمام مرحلة يعتبرها البعض جديدة ولكنها مرحلة تأسيسية لعلاقات نقية وصحيحة بين البلدين». وأضاف: «أعتقد أن هناك مصلحة كبيرة للبنان بإقامة علاقة ممتازة مع سورية لأن سورية بالنتيجة قلب العروبة وباب لبنان على العالم الخارجي». وقابل رئيس الحكومة السورية ناجي عطري رئيسي الوفدين لطفي وأوغاسبيان وبحث معهما في «علاقات التعاون والأخوة التي تجمع بين البلدين والرغبة المشتركة في تطوير آفاقها في المجالات المختلفة». وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية ان عطري اطلع من اوغاسبيان ولطفي على «ما بحث بين الجانبين خلال الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية في مجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها والارتقاء بها في ميادين الاقتصاد والتجارة والصناعة وتفعيل العلاقات الاقتصادية ودور رجال الاعمال في البلدين الشقيقين». وقسم فريقا العمل الى لجان تركز على شؤون الدفاع والأمن والداخلية والخارجية والعدل والمال والجمارك والنقل والزراعة والبيئة والصناعة والتعليم العالي والسياحة والتربية والتعليم المهني والتقني والصحة والثقافة والطاقة بينما رحل اتفاق الاتصالات الى اجتماع الوزيرين المختصين الأسبوع المقبل. وكان أوغاسبيان علق في بيروت قبيل توجهه الى دمشق على الكلام عن احتمال ادخال تعديلات جذرية على اتفاق الدفاع والأمن، بالقول إن «البحث كان تناول مع الجانب السوري سابقاً بعض التعديلات على هذا الاتفاق، ونقاط التباين ليست أساسية ونأمل في الاجتماعات التي ستتم اليوم وغداً أن نتوصل إلى صيغة نهائية لها». وأكد السعي «الى التوصل إلى تفاهم حول سلة معينة، وهذا لا يمنع أن يتم البحث مستقبلاً في اتفاقات جديدة أو تعديلات».