كيف يمكن أن تكون الموضة جسراً للحوار بين الثقافات ومربعاً لتثبيت الهويات في الوقت نفسه؟ تلك هي المغامرة التي يحاول «مهرجان قرطاج للديزاين والموضة» خوض غمارها في دورته الأولى التي تنطلق في تونس الأربعاء المقبل وتستمر عشرة أيام. أقيمت طبعة أولى من المهرجان في الفترة نفسها من السنة الماضية، إلا أن مديرة المهرجان سهام بلخوجة (وهي في الوقت نفسه مديرة مهرجان قرطاج للرقص) قالت ل «الحياة» إنها خشيت من إخفاق الدورة الأولى من المهرجان فاعتبرتها الطبعة الصفر. تستقطب الدورة الجديدة صبايا وشباناً من القارات الخمس يقدمون ألواناً من الملبوسات النسائية والرجالية تعكس تنوع الثقافات وخصوبتها، من كندا إلى لبنان ومن اليابان إلى فرنسا وفلسطين وأفريقيا. وستُخصص الليلة الأولى لبلدان المغرب العربي والثانية لأفريقيا والثالثة للبلدان العربية، فيما ستُخصص ثلاث سهرات لأوروبا وهكذا. وميزة هذه الدورة أنها ربطت الموضة بالصورة وشاركت المصورة التونسية اليونانية الأصل ماريان كاتزاراس في وضع برنامج الدورة، إلى جانب مريم بودربالة وعائشة بن مصطفى وروبرتو ستيفنسون وهالة عمار. وقدمت المعلقة (أو اليافطة) الرسمية للمهرجان صورة فنية جميلة التقطتها كاميرا كاتزاراس التي حصدت جوائز في مهرجانات محلية ودولية. أما على صعيد تنويع برنامج عروض الموضة فأفادت سهام بلخوجة أنها استعانت بخبرات من يديرون مدارس موضة أو لديهم خبرة طويلة في هذا المجال أمثال نبيل يونس وفيصل الملاك وكاترين برادو وموريزيو غالانتي. ومنحت مشاركة الفنانة السعودية صوفي محسون جلال بعداً جديداً للمهرجان بعدما صارت شريكاً في التنظيم بواسطة شركتها «لوك مودالز إنترناسيونال». ومن ميزات المهرجان أن سهراته تُقام في مكان جميل ومهيب هو كنيسة سان لوي سابقاً فوق ربوة قرطاج. وتجمع هذه العروض نماذج من الموضة في افريقيا واليابان ولبنان وتونسوكندا وفلسطين. ومع ذلك تعتقد الإعلامية فريال بالرايس، التي تعتبر أحد أعمدة المهرجان نظراً الى العلاقات الواسعة التي نسجتها في عالم الموضة من خلال عملها في لندن، أن هذه الدورة الأولى ستشكل جسراً للتبادل الثقافي والفني بين حضارات مختلفة تتأثر وتؤثر في بعضها بعضاً. وشددت سهام بلخوجة على «ضرورة حماية قطاع الموضة من الانزلاقات وتسييجه بقيمنا الأخلاقية وتقاليدنا التراثية»، معتبرة أنه ما زال قطاعاً «غير منظم ولا مرجعية له». «فنحن لا نعرف إن كانت وزارة الصناعة التي تُعنى بالملبوسات هي التي ينبغي أن تكون مرجعية القطاع أم وزارة التجارة والصناعات التقليدية أم وزارة السياحة أم الثقافة؟» ورأت أن تُكلف وزارة الثقافة إدارة القطاع مُستدلة بما صنعه وزير الثقافة الفرنسي الحالي فريديريك ميتران عندما انتزع القطاع من زميله وزير الصناعة. وحضت على سن قوانين تحمي العاملين في القطاع من الدخلاء. يُذكر أن الجمعية الثقافية غير الحكومية «ناس الفن» هي الجهة المنظمة لمهرجان الديزاين والموضة، وهي تنظم أيضاً مهرجاناً سنوياً للأفلام الوثائقية في تونس ومهرجاناً ثالثاً للرقص الفني.