أعربت «رابطة الشرق الأدنى والأوسط الألمانية»، أقدم مؤسسة ألمانية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المنطقة، عن أسفها أمس للضغوط التي تمارس عليها وعلى شركات ومصارف ألمانية عدة من جانب الحكومة الألمانية لوقف الاتصالات والصفقات الاقتصادية والتجارية مع إيران في وقت تعمل شركات ألمانية وأوروبية كثيرة على توسيعها. ونشرت صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية أن وزارة الاقتصاد أرسلت أخيراً إلى الرابطة وشركات ومصارف ألمانية رسائل تحذّر فيها، بلهجة متشددة من أن تعاونها الاقتصادي مع إيران «يمكن أن يسبب لسياسة ألمانيا الخارجية أضراراً متنامية» وتطلب منها باسم المستشارية الألمانية التوقف عن ذلك. وأضافت الصحيفة أن شركات عدة «تتعرض إلى ضغوط من ممثلين حكوميين ألمان وإسرائيليين وأميركيين، بمجرد إعلانها عن صفقاتها مع إيران»، وتشتكي من أن برلين تواصل في هذا المجال «عملاً منفرداً» في وقت تجهد شركات أميركية وأوروبية للحصول على صفقات في طهران. وأكدت عضوة مجلس إدارة الرابطة التي يرأسها فخرياً المستشار السابق غيرهارد شرودر هيلينا رانغ في حديث إلى «الحياة» وصول رسالة تحذير من وزارة الاقتصاد. وقالت إن الحكومة الألمانية «ذكرت فيها أننا نعمل ضد نهجها السياسي، لكننا نعتقد بأن المشاكل مع إيران لا يمكن حلها بالعقوبات، علماً أن الحكومة الأميركية بدأت منذ فترة ممارسة نهج جديد معها». ولم تخضع الرابطة إلى الضغوط ورفضت الأسبوع الماضي إلغاء ملتقى إعلامي عن إيران مع ممثلي 200 شركة على رغم تراجع مجموعة من الروابط والشركات عن المشاركة فيه، كما نفذت لقاءً لممثلي شركتين كبيرتين مع وزير النفط الإيراني غلام حسين في برلين الذي دعا المستثمرين الألمان إلى الاستثمار في مجال استخراج الغاز في بلده. وعلق نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب الليبرالي فرنر هوير على موقف حكومته بالقول إلى «هاندلسبلات» : «من غير الممكن التعاطي مع مشكلة السلاح النووي الإيراني إذا قدمنا من ناحية عرضاً للحوار وهددنا من ناحية ثانية بعقوبات». ونقل مراسل «هاندلسبلات» في طهران عن مسؤول مكتب اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية في طهران دانييل بيرنبك «وجود إشارات واضحة بأن شركات دول أخرى ومن الولاياتالمتحدة تسعى بقوة إلى دخول السوق الإيرانية». وأعلن أن شركات أميركية أنجزت في طهران صفقات موقعة بالأحرف الأولى في انتظار موافقة واشنطن عليها. وأكدت رانغ أن حجم التجارة الأميركية مع إيران ازداد حتى في عهد إدارة الرئيس جورج بوش الابن «وهو يرتفع الآن بعد تغيير الرئيس الجديد باراك أوباما نهج سلفه وفتحه حواراً مع طهران». كما كشفت أن التفاوض جار حالياً من أجل افتتاح مصرف أميركي في العاصمة الإيرانية «ما يعادل اختراقاً في العلاقات بين البلدين في وقت تضغط الحكومة على البنوك الألمانية لوقف تعاملاتها مع إيران». ورداً على سؤال ل «الحياة» حول سبب موقف الحكومة الألمانية المتشدد، قال الناطق الرسمي باسم الوزارة الاقتصادي شتيفن موريتس إن برلين «تعمل على تنفيذ قرارات المقاطعة الاقتصادية التي أقرتها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي في حق إيران» لعدم تجاوبها مع مطلب وقف تخصيب اليورانيوم واتباع الشفافية في برنامجها النووي، مضيفاً أنه لا يملك معلومات عما تقوم به شركات أميركية في إيران.