تجددت أعمال العنف في جنوب قرغيزستان أمس، وأسفرت مواجهات اندلعت على أساس عرقي بين سكان قرغيزيين وعدد كبير من أبناء الجالية الأوزبكية عن مقتل أكثر من 37 شخصاً وجرح 400 آخرين، فيما رجح مراقبون ارتفاع نطاق المواجهات على رغم إعلان الحكومة الموقتة برئاسة روزا اوتونباييفا لاحقاً إعادة فرض النظام. وانفجر الوضع مجدداً بعد أسابيع من الهدوء في بلدة أوش، مسقط رأس الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف الذي أطيح به من السلطة في انقلاب في السابع من نيسان (ابريل) الماضي. وتحول عراك بين أفراد من عائلتين قرغيزية واوزبكية أمام ملهى ليلي إلى مواجهة واسعة شارك فيها آلاف من أبناء القوميتين. واحرق مئات من القرغيزيين مزودين بأسلحة وهراوات وقنابل مصنعة يدوياً، منازل ومتاجر ومنشآت في حي شيريوموشكي في مدينة اوش الذي يسكنه اوزبك. ونصب الجانبان حواجز تفتيش متبادلة، ما دفع الحكومة الى إرسال تعزيزات عسكرية واستخدام أسلحة نارية من اجل فض الاشتباكات. وكان أنصار باكاييف الذي لجأ الى بيلاروسيا استولوا في 13 ايار (مايو) الماضي، على مبانٍ حكومية في اوش، متحدين السلطات المركزية التي اتهمت الرئيس المخلوع بتعمد إشعال فتنة ومحاولة جر البلاد الى حرب أهلية. وعلى رغم إعلان قائد الشرطة القرغيزية باتيبيك عليم بيكوف سيطرة قوات الأمن على الوضع في الجنوب، ابلغ مسؤول «الحياة» أن الوضع ما زال مرشحاً «لانفجار أكبر»، في وقت دعت رئيسة الحكومة الموقتة اوتونباييفا الى الهدوء وضبط النفس، وعدم الانجرار وراء جهات يهمها زعزعة الوضع في البلاد، في إشارة الى باكاييف الذي التزم أنصاره الصمت حيال ما يجري. وأشارت رئيسة الحكومة إلى أن التوتر ارتفع منذ أسابيع بين القرغيزيين وأبناء الجالية الأوزبكية في جنوب البلاد، داعية الشعب القرغيزي الى عدم السماح بتأزم الوضع. اما نائبها عظيم بك بكنازاروف فصرح بأن «الاضطرابات في أوش مخطط واضح لفتنة عرقية». ودعت السفارة الأميركية في قرغيزستان الى الهدوء، علماً ان الولاياتالمتحدة تملك قاعدة عسكرية كبيرة في البلاد، فيما أمل الرئيس الصيني هو جينتاو ونظيره الروسي ديميتري ميدفيديف بأن يستقر الوضع في قرغيزستان سريعاً.