ندد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح آل الشيخ بأفكار الغلو والتكفير، مؤكداً أنها قد تكون سبباً في بُعد الشباب عن الإسلام وعدم الاقتناع به، لينتقلوا إلى خيار الإلحاد أو اللادينية أو العلمانية، موضحاً أن ذلك نتاج الخوف من أن الإسلام والمسلمين والدعاة بهذا الشكل لا ينسجمون مع الحياة. وطالب آل الشيخ خلال كلمته في الاجتماع الثالث لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بالبعد عن تهييج الشباب لأعمال لا يحسن أن يتلقوها في البداية قائلاً: «اليوم بعض البرامج (الدعوية والإرشادية) للشباب تتجه إلى تهييج الشباب بالبطولات والأعمال القوية والعزة والكرامة التي يفهمها الشاب بطريقة مختلفة تماماً عما يفهمها الكبير والعاقل، فيتوقعون أنهم يجب عليهم تطبيقها مع أية جماعة»، مضيفاً أن الشرع وأحكامه وما لدينا من تفاصيل وبطولات في التاريخ الإسلامي لا تُلقى في كل مجمع بالطريقة نفسها، لا بد أن يتوخى الدعاة نوعية المتلقي ومدى فهمه لما نقول؛ لأن العالِِِِِِِِم يفهم حدود الكلام، لكن المتهور يفهمه بطريقة أخرى». وأضاف: «لذلك نجدنا اليوم بحاجة إلى إعادة تصحيح العقل المسلم في رؤيته لأنواع الفقه هذه وإحياء فقه المقاصد ومعرفة المآلات، لافتاً إلى أن الوقت الحالي أضحى الكل مع الأسف مجتهداً في كل أمر اسلامي ولذلك كان من اللوازم ان نؤكد هذه المعاني، والتفريق بين الواجبات وما دونها وبين الضروريات والحاجيات والتحسينيات وبين مراتب الأحكام التشريعية في هذا الصدد، مطالباً بأن نسعى لإعادة صياغة فهم العقل الإسلامي بالشريعة المباركة. وأشار إلى أهمية الوسطية والحرص على بناء المسلم على الوسطية والاعتدال والحكمة، إذ إن التربية عليها تمنع من التهور ومن التصعيد اللا عقلاني للأمور، موضحاً أننا «اليوم نخشى انفلات المدارك عن حقائق الأمور حتى تألف أن الشريعة تختار دائماً الأشد من الأقوال أو الأشد من الأحكام أو الأشد من المواقف، وهذا ليس من الصواب في شيء».