طالب ديبلوماسي أميركي سابق، الرئيس باراك أوباما بدعم الدول التي تحارب الإرهاب مثل السعودية وتركيا والأردن، وهزيمة تنظيم «داعش» الذي يهدد الأمن الأميركي، عوضاً عن التصريحات التي تثير قلق أولئك الحلفاء، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون في «البيت الأبيض» أخيراً، أن زيارة أوباما إلى العاصمة السعودية ستتطرق مع قيادات مجلس التعاون الخليجي إلى مسألة الأمن الإقليمي وتصرف إيران التخريبي والحرب ضد «داعش». (للمزيد) وشدد السفير الأميركي في العراق وتركيا سابقاً جيمس جيفري، خلال ندوة سياسية عقدها مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط السياسية أخيراً في واشنطن، على أهمية أن تأخذ الولاياتالمتحدة الأميركية الحرب السورية على محمل الجد، وتدعم المعارضة السورية المعتدلة على أرض الواقع بالسلاح، والاستماع إلى الحلول التي يطرحها الحلفاء لإخراج المنطقة من الأزمة التي تعصف بها. ولفت جيفري إلى أهمية عدم إهمال المناطق الأخرى التي تشهد صراعات سياسية مثل اليمن، منعاً من انحدارها إلى منزلق أصعب، فيما اعتبر إيران تعمل، من خلال وكلائها في المناطق الشيعية، على كسب النفوذ في المنطقة، إذ إن تلك الممارسات تخالف النظام العالمي في ظل صمت الإدارة الأميركية. واستبعد السفير الأميركي السابق أن يعمل أوباما بتلك النصائح، لكنه طالبه بأن يصمت عن التصريحات المشابهة لعقيدته، قائلاً: «أود القول للرئيس باراك أوباما: اصمت عن التصريحات السياسية مثل تلك التي ظهرت في مجلة أتلانتك، والتي تفسد العلاقات بين الحلفاء، والتحالفات الأمنية والاقتصادية». من جهته، أوضح الباحث والمحلل السياسي المشارك في الندوة فهد ناظر ل«الحياة» أن نقطة الانعطاف بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية بدأت عام 2011 عند اندلاع الربيع العربي، إذ شعرت القيادة السعودية بالقلق عندما تخلت الولاياتالمتحدة - في نظرهم - عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الذي كان حليفاً موالياً لكل من الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية على مدى عقود. بدوره، أكد السفير السابق في عمان ريتشارد شميرير خلال الندوة، أن الحل الأمثل للولايات المتحدة الأميركية هو توظيف الديبلوماسية لتحقيق التوازن في دعم حلفائها وليس معارضتهم، مشيراً إلى أن الحث الديبلوماسي يختلف تماماً عن التخلي، إذ إن العلاقات السعودية - الأميركية تتصدر قائمة الترتيبات الاقتصادية والأمنية التي تعد الأعمق بينهما.