مشاريع كرتونية وفرت حكومتنا الرشيدة الكثير من الاستعداد المادي وجندت إمكاناتها كافة لتجهيز بنية تحتية متينة، ولعل ذلك يبدو جلياً وشفافاً من خلال إعلان كل موازنة مجدولة ومبرمجة، ولكن وبكل أسف عندما تهطل أمطار الخير في أي من مناطق المملكة ينكشف المستور من حيث هشاشة البنية التحتية للكثير من المشاريع الخدمية التي ترتبط بشكل مباشر بخدمة المواطن والمقيم... نعم لقد انكشف المستور المرير للكثير من تلك المشاريع البسيطة، انكشفت من «رشة مطر» عابرة لتبين للجميع أين الرقابة التي من المفترض وجودها على كل الأحوال وعدم غفلتها. يظل اللافت للانتباه، فقد تناقلته الكثير من الصحف والقنوات الفضائية، هو تداول المشاريع من مقاول الى آخر، إذ يقوم المقاول الذي يوقع العقد مع الوزارة المعنية لمشروع ما ببيع المشروع وتسليمه لمقاول آخر، وهكذا الحال حتى ترسي تلك المعاملة المنهكة الى المقاول الأخير بأبخس الأثمان ليقوم بتنفيذ المشروع المراد إقامته بكل تواضع، مع وقف التنفيذ لكل بنوده، ومع التهميش لكل أركانه القوية، وبالتالي يصبح المشروع «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب»، إنها الحقيقة التي يعرفها الجميع على مرأى ومسمع من الجهات الوزارية المسؤولة، فلم يعد هناك غربال يحجب تلك النكسات التي اعتادت عليها الشركات المسؤولة، فالوزارات على علم بذلك والجميع على دراية تامة، لأن الإعلام لم يترك شاردة أو واردة إلا أحصاها. على كل حال يبقى السؤال المهم في تلك المهازل التي تمارسها الشركات والمؤسسات المنفذة للكثير من المشاريع: أين دور المتابعة للكثير من المشاريع، التي كلفت البلايين، كما تزعم بعض الجهات؟ وأين تلك الجهات عند تسلم المشاريع واختبار قدراتها، أم ان ذلك متروك للتجربة ولعوامل التعرية كقوة اختبار حقيقية ومحك ومعيار حقيقي؟ وكيف تسمح جهات مختصة بتداول المشروع الواحد من مقاول الى آخر؟ إن هذا الأمر يُعطي لنا دلائل عدة، منها غفلة تلك الجهات أصلاً عن دور الرقابة، عدا حضورها الكريم لتوقيع العقود، ومن ثم حضورها أيضاً لتتسلم المشروع، أقول إن كانت تلك الجهات لا يسعها المراقبة وتكتفي فقط بعقيدة سلم واستلم، فعلى تلك الجهات أن تتقي الله وأن تحقق الهدف المنشود الذي تطمح اليه بلادنا الغالية التي لم تالُ جهداً لتذليل كل المصاعب، ولكن يبقى العتب على المستهترين والمهمشين. عبدالله مكني - الباحة [email protected] فوْضَى الْفراغ فؤَادٌ جَرِيْحٌ مَا لَهُ نَبْضُ فَمٌ مُعَرْبِدٌ مَا لهُ كَأْسُ وَشَمْسٌ تَذُوبُ وَتَرْتَاحُ وَإِنِّي مُتْعَبٌ يَا مُعَذِّبَتِي أَسُوحُ كَحَبَّةِ غَيْثٍ غَرِيْبَة فِي أَحْضَانِ غَيْمَةٍ شَحِيْبَةْ وَتَحْمِلُ أَطْرَافِي الرِّيَاحُ وَتَعْبَثُ فِي حُجْرَتِي شَيَاطِيْنٌ وَتَغْفُو عَلَى مِضْْجَعِي الأَشْبَاحُ تُرَانِي أَمُوتْ؟!! مُحَالٌ... فَلَيْسَ لِمِثْلِي أَنْ يَمُوتْ إِلاَّ بِعَيْنَيْكِ أَوْ عَلَى صَدْرِِ أُمِّي وَإِنِّي أُحُبُّكِ وَقْتَ المَحَبَّةِ وَحِيْنَ التَّخَيُّلِ... وَفَوْقَ حُدُودِ المَكَانْ أَيَا مَدِيْنَةً مِنَ اليَاسَمِيْنْ أَيَا بَيْتَاً تَضِجُّ فِيْهِ الطُّفُولَةْ مَضَى عَامَانِ... أَيْنَ أَنْتِ؟ لَبَيْرُوتُ تَسْأَلُ عَنْ عَيْنَيْكِ؟ تُعَاتِبُنِي وَمَا بِالعِتَابِ فَلاَحُ تُعَانِقُنِي لِتَسْتَفِيْقَ الجِرَاحُ فَمَاذَا أُجِيْبُ أنا؟! ثُمَّ مَاذَا أُجِيْبُ؟ وَكَيْفَ أَحْمِلُ الهَمَّ وَحْدِي؟ وَكَيْفَ... وَكَيْفَ... وَكَيْفَ أرْتَاحُ وَقَدْ أَبْصَرْتُ الآنَ خَاتِمَتِي مُعَلَّقَاً عَلَى جُدْرَانِ المَدِيْنَة وَمَصْلُوبَاً بِتُهْمَةِ الحَنِيْنِ إِلَيْكِ فَأَغْمِضِي عَيْنَيَّ يَا أُمِّي الحَزِيْنَة وَاشْكُرِيْهَا لِمَوْتِيَ الجَمِيْلْ محمد عفيف - الرياض