من المتوقع ان تهيمن أزمة حصار غزة على اللقاء الذي سيعقده الرئيس محمود عباس مع الرئيس باراك اوباما اليوم، في وقت كشفت مصادر فلسطينية ان عباس سيطالب بأن يراعي أي حل مقبل لهذه الأزمة الإبقاء على الرابط بين غزة والضفة الغربية منعاً لتكريس الفصل بينهما. بموازاة ذلك، رجحت مصادر تركية عدم تضمين البيان الختامي للقمة الاقليمية في اسطنبول أي اشارة الى الهجوم الاسرائيل على سفن كسر الحصار. في غضون ذلك، ما تزال اسرائيل تنتظر ضوءاً اخضر اميركيا لاقرار فكرة تشكيل «طاقم خبراء» اسرائيليين في القانون الدولي، يضاف اليهم مراقبان دوليان (اميركي وايطالي او فرنسي)، لفحص قانونية حصار غزة والهجوم على «اسطول الحرية»، على أمل ان يقطع تشكيل هذا الطاقم الطريق امام اي محاولة دولية لتحقيق لجنة تحقيق محايدة. غير ان الاعلام العبري اعتبر ان هذا الطاقم سيكون «بلا اسنان» و«من وزن خفيف»، مشيرا الى عدم تسميتها «لجنة فحص او تحقيق» بهدف نزع صفة الرسمية عنها، والى ان الطاقم لن ترأسه شخصية قضائية مرموقة بل خبراء، وهو ليس مخولا استدعاء اشخاص او التحقيق مع صناع القرار السياسي او عسكريين شاركوا في الهجوم، كما ان توصياته غير ملزمة قانونيا. وفي واشنطن، أكدت مصادر اميركية موثوقة ل «الحياة» أن المقاربة الأميركية الجديدة للوضع في غزة، ستطغى على القمة الرئاسية اليوم بين عباس وأوباما، مشيرة الى أن البيت الأبيض «يدرس خيارات عدة»، انما ليس هناك «قرار نهائي بعد عن استراتيجية محددة»، بل ستكون هناك عملية تبادل أفكار خلال اللقاء. وأوضحت أن العمل مبدئياً بالنسبة الى عملية السلام، كان باتجاه عقد اجتماع بين أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو (الأسبوع الماضي) ونيل ضمانات اسرائيلية يقدمها الجانب الأميركي لعباس اليوم، الا أن التطورات الأخيرة في غزة، والتي اضطرت نتانياهو الى الغاء زيارته، ارجأت موضوع الضمانات والاتفاق على الاطار التفاوضي مع عباس. ويأمل البيت الأبيض في اعادة جدولة اجتماع أوباما بنتانياهو قبل نهاية الشهر، والتركيز على عملية السلام. في الوقت نفسه، اكدت المصادر ان الادارة الأميركية تعيد درس استراتيجية غزة، ويتم التفكير ببدائل عدة للحصار، بينها الوصول الى اتفاق هدنة، ونشر قوات دولية، ومشاركة السلطة الفلسطينية في مراقبة أمن المعابر. في هذا الصدد، كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» في رام الله ان عباس يسعى لدى الاطراف المنخرطة في رفع الحصار عن غزة، الى مراعاة ربط القطاع بالضفة وعدم تكريس انفصالهما في اي مقاربة جديدة في شأن رفع الحصار، مضيفة ان عباس سيطالب الجانب الاميركي بالضغط على اسرائيل من اجل فتح الممر الآمن بين الضفة وغزة. وكانت الاقتراحات الغربية في شأن رفع الحصار، انصبت على فتح ممر بحري بين العالم الخارجي وقطاع غزة، وايجاد آلية دولية لتفتيش السفن القادمة الى القطاع. ومن المقرر ان يجتمع وزراء الخارجية الاوروبيون في 14 الجاري في لوكسبمورغ لوضع اقتراح مشترك لرفع الحصار عن غزة. وفي اسطنبول (رويترز)، قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان البيان الختامي ل «مؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا»، لا يتضمن أي اشارة الى الهجوم الاسرائيلي على «اسطول الحرية». واوضح الرئيس عبدالله غل في مؤتمر صحافي بعد اختتام القمة، ان اسرائيل حالت دون ان يتضمن البيان اي ادانة لها. لكنه قرأ وثيقة صادرة عن الرئاسة الجديدة الدورية للمنتدى، اي تركيا، قال فيها ان 21 دولة من الدول الاعضاء ال 22، باستثناء اسرائيل، «دانت» الهجوم الاسرائيلي الذي يعد «انتهاكا لشرعة الاممالمتحدة والقانون الدولي»، كما دعم الموقعون «تشكيل الامين العام للامم المتحدة لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق بصدقية وشفافية» في هذا الهجوم. واكد ردا على سؤال: «من غير الوارد ان تنسى تركيا» الهجوم الذي اودى بحياة تسعة اتراك. اما البيان الختامي للمؤتمر، فجاء فيه ان كل الاطراف في عملية السلام في الشرق الاوسط يجب ان تلتزم قواعد الاممالمتحدة. كما انه أكد على أهمية حل الدولتين. وأهمية عدم انتشار الاسلحة النووية.