أكد الرئيس المصري حسني مبارك لنائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن «ضرورة الإسراع في رفع الحصار عن غزة، وضرورة الإسراع في التوصل إلى حل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية»، فيما أوضح نائب الرئيس الأميركي أن واشنطن «تتشاور مع مصر وشركائها الآخرين حول سبل جديدة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية في غزة». وقال مسؤول مصري إن بلاده فتحت معبر رفح مع قطاع غزة ولن تغلقه «إلا إذا حدث انتهاك، إن هذا يتوقف على سلوك الجانب الآخر»، في إشارة إلى حركة «حماس». وأفيد أن مبارك سيستقبل اليوم في شرم الشيخ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي سيطلعه على نتائج زيارته الأخيرة للولايات المتحدة. وزيارة الحريري لمصر هي الثانية في أقل من شهر. وعقد مبارك أمس في شرم الشيخ محادثات وُصفت بأنها «مهمة» مع بايدن الذي وصل إلى المنتجع المصري أول من أمس في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه، وتأتي ضمن جولة يزور خلالها كينيا وجنوب أفريقيا حيث يحضر حفلة افتتاح بطولة كأس العالم في كرة القدم. وقالت مصادر رسمية إن المحادثات المصرية - الأميركية تناولت تطورات جهود إحياء عملية السلام خصوصاً ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وجولات المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشيل. كما تناولت المحادثات سبل رفع الحصار عن غزة وتأمين دخول المعونات الإنسانية إلى القطاع، إضافة إلى عرض الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وتطرقت المحادثات أيضاً إلى تطورات الأوضاع في العراق والملف النووي الإيراني والأوضاع في اليمن والسودان والصومال، إضافة إلى سبل دعم العلاقات المصرية - الأميركية. وبعد جلسة موسعة، عقد مبارك اجتماعاً ثنائياً مع بايدن ذكر بيان مصري أنه تناول جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية» وتأثيره على المفاوضات غير المباشرة، كما تناول نتائج مؤتمر مراجعة الحد من الانتشار النووي الذي عقد في نيويورك. وجدد مبارك خلال اللقاء أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وإلزام كل الدول بما فيها إسرائيل بالمقررات الدولية في هذا الشأن. وقال بايدن، في بيان وزع على الصحافيين، إن «مصر والولاياتالمتحدة شريكان في الرغبة المشتركة في رؤية السلام والرخاء الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والسودان». وأضاف: «الرئيس مبارك وأنا كررنا التزامنا التوصل إلى سلام شامل في المنطقة، وتعترف الولاياتالمتحدة وتقدر قيادة مصر في دعم هذه الجهود»، مشدداً على ضرورة انتقال الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المحادثات المباشرة «في أسرع وقت ممكن». وقال: «الوضع القائم لا يمكن أن يستمر بالنسبة إلى كل الأطراف ومن الحيوي تحقيق تقدم في محادثات التقارب بين الاسرائيليين والفلسطينيين لتمكين الطرفين من الانتقال إلى مفاوضات مباشرة في أسرع وقت ممكن من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء الاحتلال الذي بدأ العام 1967 والتوصل إلى حل الدولتين»، واضاف: «نتشاور بشكل وثيق مع مصر، وكذلك مع شركائنا الآخرين، في شأن سبل جديدة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية والجوانب السياسية للوضع في غزة». وأضاف أن المحادثات تطرقت إلى «مخاوفنا الجدية إزاء برنامج إيران النووي» وقال: «إضافة إلى المخاوف بشأن برنامج إيران النووي، ما زلنا نشعر بالقلق حيال أنشطتها لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك ما يتعلق بدعمها لحزب الله وحماس». وعن الأوضاع الداخلية في مصر، قال بايدن إن «احترام حقوق الإنسان ومواصلة العمل من أجل مجتمع مدني نابض بالحياة وأكثر انفتاحاً على المنافسة السياسية (هو) أمر حيوي بالنسبة لمصر (كي) تظل قوية وتكون نموذجاً يحتذى في المنطقة». وقال إنه يشجع مصر على المضي قدماً على وجه السرعة في تنفيذ التزاماتها في إطار المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في شكل كامل. في غضون ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أمني مصري: «لقد فتحنا معبر رفح ولن نغلقه إلا اذا حدث انتهاك، إن هذا يتوقف على سلوك الجانب الآخر». وأكد أن «المعبر يمكن أن يُفتح للأبد إذا حدثت مصالحة»، معتبراً أن «حماس» تتحمل مسؤولية اخفاق المصالحة «لأنها تريد منا ان نغير الورقة المصرية ولكننا لن نغيرها».