من المقرر أن تبدأ اليوم جولة مفاوضات بين الحكومة السودانية و «حركة التحرير والعدالة» المتمردة في دارفور بقيادة الدكتور التجاني سيسي، في إطار الوساطة العربية - الأفريقية - الدولية التي ترأسها قطر. وكانت «الوساطة» أعلنت في وقت سابق أنها وجّهت دعوة إلى «حركة العدل والمساواة» للمشاركة في المفاوضات التي تم تعليقها في وقت سابق حتى انتهاء فترة الانتخابات السودانية التي أجريت انتخابات الإعادة فيها أمس. وأعلن الدكتور التجاني سيسي عشية انطلاق المفاوضات أن «حركة التحرير والعدالة جاهزة للمفاوضات. جاءت الحركة إلى (مفاوضات الدوحة) بقلب وعقل مفتوحين، وأنها مقبلة على العملية التفاوضية بصدقية ورؤية متكاملة حول الملفات التفاوضية، ونتمنى أن تكون الحكومة (السودانية) والأطراف الأخرى جاهزة حتى تنطلق الأطراف كافة إلى مرحلة متقدمة لتحقيق سلام شامل وعادل لدارفور». وقال في تصريح إلى «الحياة» إن ملفات التفاوض تتكون من خمسة عناوين تتمثل أساساً في ملفات «السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والنازحين واللاجئين والمصالحة والعدالة». وسألته «الحياة» عن عدم مشاركة «حركة العدل والمساواة» في جولة المفاوضات الجديدة وهل يؤثر ذلك في مسار المفاوضات، فرد بأن «حركة العدل اختارت ألا تتفاوض (مع الحكومة السودانية)، ونحن اخترنا خيار السلام ونرى أن خيار التفاوض أفضل من خيار الحرب، ونرى أن لا بد من إعطاء فرصة للمفاوضات حول حقوق شعبنا». وأضاف: «الحرب ليست خياراً وهي ليست خياراً للآخرين، وخيار السلام هو الذي يحقق الحقوق لشعبنا»، ورأى أن «الفرصة الآن فقط للتفاوض بجدية وصدقية لتحقيق حقوق شعبنا (في دارفور)». وقال الناطق باسم «حركة العدل والمساواة» أحمد حسين آدم ل «الحياة» إن الحركة أبلغت الوسيط الأفريقي الدولي جبريل باسولي الذي التقى رئيس الحركة خليل إبراهيم في ليبيا قبل أيام، إنها لن تشارك في جولة المفاوضات الجديدة. ووجه الناطق انتقادات شديدة للوسيط الأفريقي الدولي جبريل باسولي وقال إنه «خاضع لإدارة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الذي يملي عليه الشروط والمواقف ويحاول فقط إبلاغنا بذلك». وعُلم أن باسولي دعا خليل للعودة إلى الدوحة من ليبيا حيث يوجد حالياً بعدما منعته تشاد من دخول أراضيها في طريقه إلى دارفور. وشدد الناطق باسم «حركة العدل» على أن «السلام خيارنا الاستراتيجي، لكن أولويتنا حالياً تكمن في صد عدوان الحكومة على شعبنا (في دارفور) ولا تشكل المفاوضات أولوية بالنسبة إلينا حالياً، خصوصاً أن الحكومة السودانية قالت إنها لن تتفاوض مع حركة العدل ونحن لا نفرض أنفسنا على طرف لا يريد التفاوض معنا».