قتل مسؤول عسكري يمني كبير وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط استخبارات، في كمين نصبه مسلحون يعتقد بانهم من عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة مأرب، في وقت سلم أحد قيادات التنظيم المفترضين من أبناء المنطقة نفسه إلى السلطات اليمنية أمس بناء على وساطة قبلية. وأكدت مصادر رسمية ل»الحياة» مقتل أركان حرب اللواء 315 في مدينة مأرب، اللواء محمد صالح الشائف في كمين نصبه مسلحون، بعدما أمطروا سيارات موكبه بالرصاص حين كانت في طريقها إلى منطقة صافر حيث أحد أهم الحقول النفطية. ويعتقد أن أحد عناصر «القاعدة» المطلوب حسن صالح العقيلي قاد هذا الهجوم. وأضافت المصادر أن المقدم فيصل القعود من استخبارات اللواء 315، أصيب بجروح خطيرة بالإضافة إلى اثنين من مرافقي اللواء الشائف، ولا تزال الأجهزة الأمنية تتعقب المشاركين في الحادث. في موازاة ذلك، قالت مصادر أمنية أن القيادي في «القاعدة» غالب الزايدي، سلم نفسه الى السلطات في محافظة مآرب، بعد مفاوضات طويلة قادها المحافظ ناجي بن علي الزايدي، كما سلم عناصر آخرون في التنظيم انفسهم. واضافت إن الزايدي، سلم نفسه إلى مركز المحافظة، بعد سلسلة من التصريحات السياسية الحادة التي هدد فيها بإنشاء معسكر يضم كل من وصفهم ب»المطلوبين من دون تهم». وكان الزايدي أحد المطلوبين لأجهزة الأمن اليمنية، ولاحقه جهاز الأمن السياسي بسبب نشاطاته التي بدأت منذ سنوات بعد تبرئته من تهمة التستر على القيادي الآخر في «القاعدة» أبوعاصم الأهدل. وينتمي الزايدي الى احدى مديرات محافظة مآرب، وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وحاصل على بكالوريوس في دراسات القرآن والعلوم الإسلامية من جامعة صنعاء. وعلى رغم أن صنعاء تتهم الزايدي بالضلوع في نشاطات «إرهابية» فقد سبق له أن أدلى بمواقف أعلن فيها استعداده للمثول أمام أي محكمة يمنية أو توكيل محام للدفاع عنه إذا ثبت أنه متهم بارتكاب جريمة يُعاقب عليها قانوناً، كما استنكر إدراجه ضمن قائمة المطلوبين مؤكداً عدم انتمائه الى تنظيم «القاعدة». وأمضى الزايدي ثلاث سنوات في سجن الأمن السياسي في صنعاء قبل سنوات بتهمة إخفاء محمد الأهدل (أبوعاصم) المتهم بأنه الرجل الثاني في قيادة «القاعدة» في اليمن، وقد مثل كلاهما أمام المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب، غير أن الزايدي أفرج عنه لعدم ثبوت التهمة الموجهة ضده في حزيران (يونيو) 2009. وكانت أسبوعية «الغد» اليمنية أجرت مقابلة في وقت سابق مع الزايدي، قال فيها إن «المجاهدين» قد ينضمون إلى «الحراك الجنوبي» إن تعهد بتطبيق الشريعة الإسلامية، وان تنظيم «القاعدة» يستفيد من الأحداث في اليمن، خصوصاً من الصراعات مع الحوثيين والجنوبيين من أجل «الوصول إلى السلطة» وتحكيم الشريعة الإسلامية. وعلمت «الحياة» أن أجهزة الأمن ألقت القبض على خلية تابعة ل»القاعدة» في الأيام الماضية في العاصمة صنعاء، في أعقاب عملية رصد نجحت إثرها في تفكيك الخلية والوصول إلى جميع أفرادها. واشارت المصادر إلى أن أحد عناصر الخلية كان مطلوباً أمنياً، وألقي عليه القبض بينما كان يرتدي ثياب الانتحاري عثمان الصلوي الذي فجر نفسه في محاولة اغتيال السفير البريطاني في صنعاء أواخر نيسان (ابريل) الماضي.