نفت محافظة بغداد أمس ما تردد عن نيتها بناء سور أمني كونكريتي حول العاصمة. وأكد احد اعضاء مجلس المحافظة ان المجلس لن يصوت على بناء السور لأنه سيستهلك الموازنة المخصصة للخدمات. وذكر بيان للمكتب الاعلامي لمحافظ بغداد ان «المحافظة تنفي مجدداً بناءها او اقتراحها بناء سور كونكريتي حول العاصمة، وتكذب ما جاء في تقارير صحافية وتصريحات نُسبت الى محافظ بغداد صلاح عبدالرزاق بهذا الشان». واشار الى ان «بناء السور او الجدار الامني امر متعلق بالقيادات الامنية». واوضح البيان ان «الدوائر الهندسية قطعت اشواطاً في انجاز مداخل وبوابات بغداد التي توزعت على طريق بغداد - الكوت حيث تقع في قضاء المدائن بنسبة انجاز 70 في المئة، وكذلك بوابة بغداد - الحلة التي تقع في قضاء المحمودية بنسبة انجاز قاربت 45 في المئة، اما بوابتي بغداد – الموصل في قضاء الطارمية وبوابة بغداد – بعقوبة في قضاء الاستقلال فان نسب الانجاز بلغت نحو 40 في المئة». وأكد عادل الزوبعي رئيس اللجنة الامنية في مجلس المحافظة ل»الحياة» ان المجلس «لن يصوت لصالح السور الأمني في حال طرحه على المجلس، لان تشييده سيكون مكلفاً وسيستهلك كل الموازنة المخصصة لقطاع الخدمات». واضاف: «السور سيستهلك كل موازنة الخدمات ولن نوافق كمجلس على تشييده لان ملف الخدمات هو الأهم بالنسبة لنا في الوقت الحالي». وقال ان قضية تشييد السور الامني كانت مجرد فكرة طرحتها القيادات الامنية في وزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد وهي الجهات المسؤولة عن اقامة مثل هذا السور في حال اقرار تنفيذه ووضع الرسم الهندسي والموازنة الخاصة به بعد تشكيل الحكومة الجديدة. نافياً وجود أية تحركات من قبل مجلس المحافظة في هذا الاتجاه. واوضح ان «صلاحيات محافظ بغداد ومجلس المحافظة تتحدد بتقديم المساعدة في المجالين المالي والأمني، وليس انشاء السور لانه مكلف جدا وليس سهلاً». وكانت فكرة بناء سور حول بغداد طرحت للمرة الاولى عام 2007 لمواجهة اعمال العنف من خلال نظام عزل فعال ومتنوع يتضمن ايجاد 21 منفذاً على الأقل لمنع بث احاسيس بتعرض الأهالي الى سجن مدينتهم، ليتم بعدها نقل القوات الأمنية من داخل العاصمة الى خارجها. ويجد بعض المسؤولين ان بناء هذا السور في الوقت الراهن فكرة غير مجدية امنياً واستراتيجياً لأن المسلحين سيطورون استراتيجيتهم وتقنياتهم لمواجهة اي معوقات تقف امامهم في هذا الجانب. وطبقاً لتصريحات سابقة لقيادة عمليات بغداد وقادة امنيين عراقيين، فإن سور بغداد يتكون من سياج كونكريتي وخنادق في المناطق الزراعية، ويلحظ ثمانية مداخل رئيسة للعاصمة عبر ثماني نقاط تفتيش نموذجية.