القرحة المعدية عبارة عن تآكل يحصل في الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة بواسطة حامض تفرزه في شكل طبيعي هو حامض كلور الماء. وتنشأ القرحة نتيجة تضافر عوامل عدة، أشهرها الجرثومة الحلزونية، والضغوط النفسية، والوراثة، وبعض الأدوية، خصوصاً الإسبيرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية. ويمكن أي شخص أن يصاب بالقرحة المعدية، بمن في ذلك الأطفال، والمشكلة عند هؤلاء أن العلاقة النموذجية التي نراها لدى الكبار بين دخول الطعام الى المعدة والإحساس بالألم في منطقة أعلى البطن لا تشاهد لدى الأطفال دون سن ما قبل المدرسة، وهذا ما يخلق صعوبات على صعيد التشخيص. أما لدى الأطفال الذين تجاوزوا ست سنوات فتتشابه عوارض القرحة تلك التي تحصل عند الكبار. ويعد التنظير الداخلي للجهاز الهضمي العلوي الوسيلة الأجدى في البحث عن داء القرحة عند الأطفال، لأنه يسمح برؤية الغشاء المخاطي عن كثب، ويعطي الخبر اليقين حول وجود الإصابة بالقرحة من عدمها، كما أنه يسمح، في حال وجود القرحة، بأخذ عينة من أطرافها من أجل فحصها والكشف عن وجود الجرثومة الحلزونية. وإذا ما كشف الفحص بالمنظار وجود الجرثومة الحلزونية فإن الطبيب يصف علاجاً مناسباً يخلّص المصاب من براثن الجرثومة المذكورة. وبعد مرور أسابيع قليلة من العلاج لا بد من اجراء التنظير ثانية للتأكد من شفاء القرحة. ويجب الشك في وجود القرحة لدى الأطفال عند المعاناة من الآلام البطنية المتكررة التي لا تركن على العلاجات التقليدية النوعية، مثل الأدوية وتغيير نمط الطعام. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الآلام قد تنتج من أمراض عضوية أخرى غير القرحة، أو من أسباب فيزيولوجية، أو أسباب نفسية، ففي 80 إلى 90 في المئة من الحالات تكون الآلام البطنية المعاودة عند الأطفال من منشأ نفسي.