في غمضة عين، ارتدى أطفال حلّة «الرقاة» أخيراً، وانخرطوا يتلون آيات من القرآن الكريم على مرضى كُثُر يرقدون على أسرة بيضاء عدة في 10 مستشفيات في جدة أثناء زيارة مواساة تبنتها جمعية خيرية. وذكر بيان صحافي صادر عن جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية في منطقة مكةالمكرمة إن 10 طلاب من مدارس الأمجاد الأهلية الابتدائية، شاركوا بتلاوة آيات الرقية الشرعية على المرضى المنومين في المستشفى السعودي الألماني. قبل أن يفند فحوى البيان مدير العلاقات العامة في جمعية زمزم فيصل بخاري، بتأكيده أن الأطفال لم يرقوا المرضى أو يقرؤوا القرآن عليهم - مثل ما يظن الناس- «بيد أن كل ما فعلوه هو قراءة بعض من آيات القرآن الكريم لا أكثر». وقال بخاري ل «الحياة»: «إن الجمعية لم تدفع الأطفال على قراءة القرآن ورقية المرضى، بل كانت تهدف إلى تعويد الأطفال على قراءة القرآن الكريم، إذ إنهم قرؤوا آيات بسيطة (المعوذتان وآية الكرسي)، وكانت رغبة الأطفال في المشاركة معنا هي الدافع لما قاموا به، و لم يكن ما فعلوه بطلب من الجمعية إطلاقاً». وكانت الجمعية قد نجحت في مواساة 1070 مريضاً تم زيارتهم في عدد من مستشفيات جدة الحكومية والخاصة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر جمادى الأولى، وشملت الزيارات كلاً من منومي (مستشفيات الملك فهد العام، والملك فيصل التخصصي، وعرفان، وسليمان فقيه، والأطباء المتحدون، وبقشان، والسعودي الألماني، وجامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور عبدالرحمن طه بخش، والملك عبدالعزيز «الحرس الوطني» ومركز الأبحاث ). بدوره، أوضح الأمين العام لجمعية زمزم استشاري طب الأسرة والمجتمع في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز عضو هيئة التدريس في كلية طب الأسرة والمجتمع الدكتور علي بن عبدالله الفقيه، أن الزيارات التي ينفذها «المشروع» تهدف إلى تعميق الروابط الاجتماعية والتكافلية مع أفراد وشرائح المجتمع المختلفة، مؤكداً أن فكرة المشروع تتلخص في زيارة المرضى المنومين على الأسرة البيضاء في المستشفيات يتم خلالها تقديم هدية رمزية لكل مريض روعي فيها التركيز على جوانب عدة تمت دراستها من المسؤولين في الجمعية بعناية تامة. وأشار الفقيه إلى أن الهدية المقدمة للمرضى تحتوي على مصحف ومطبوعات تركز على التوعية بكيفية وضوء وصلاة المريض والرقى الشرعية والجانب التوعوي الصحي، وكذلك الجانب النفسي من حيث تقديم الدعم المعنوي وتشجيع المريض على الصبر وتحمل الألم، والجانب التعريفي الذي يتعلق بتعريف المرضى بالجمعية ودورها الصحي والاجتماعي للمرضى والمحتاجين. وأبان الفقيه أن المشروع لاقى نجاحاً ملموساً منذ انطلاقته، موضحاً أنه يهدف إلى إحياء سنة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في زيارة المرضى وتفعيل الدور الاجتماعي الإنساني للجمعية، إضافة إلى إدخال السرور على نفوس المرضى والوقوف بجانبهم وتخفيف آلامهم وتشجيعهم على الصبر وتحمل معاناتهم مع الرضا بالقضاء والقدر.