عندما طرح اسم دونغا لخلافة واندرلي لوكسمبورغو في عام 2000، فإن قائد المنتخب رفض الفكرة لأن حال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لا تسر، كانت هذه مؤشرات للعقلية التي يتمتع بها كارلوس كايتانو بليدورن فيري أو «دونغا» المولود في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 1963 من أصول ألمانية وإيطالية. خاض دونغا مسيرة رائعة لاعباً بعد تألقه في مركز الارتكاز، خاض خلالها 377 مباراة وسجل 39 هدفاً، بين عامي 1980 و2000، قادته بين 10 أندية، بينها ثلاثة أندية إيطالية (بيزا وفيورنتينا وبيسكارا) وشتوتغارت الألماني، إضافة إلى جوبيلو ايواتا الياباني. ولم تقل مسيرته الدولية مع المنتخب البرازيلي تألقاً، إذ طالت مسيرته 16 عاماً بدأت في 1982 وانتهت في 1998، لعب خلالها 91 مباراة وسجل 6 أهداف، وأسهم في فوز منتخب بلده بكأس العالم عام 1994 وكأس القارات 1997، إضافة إلى عشرات الألقاب مع كل الأندية التي لعب لها، ما صنع منه قائداً طبيعياً، وهذا ما قاده إلى تدريب المنتخب البرازيلي عام 2006 على رغم أنه لم يسبق له أن خاض تجربة التدريب من قبل. بدايته مع المنتخب كانت رائعة، إذ حقق الفوز في 4 مباريات من الخمس الأولى، وسرعان ما شبهه المتابعون بالمدرب الفائز بمونديال 2002 فيليب لويس سكولاري، وعلى عكس سلفه كارلوس البرتو بيريرا، فإن دونغا وضع معايير صارمة لكنها كانت عادلة بين جميع اللاعبين الذين يحق لهم تمثيل البرازيل، فلم يعد الاسم الكبير من اللاعبين يضمن له مكاناً في تشكيلة دونغا، ولم يعد حجم النادي الذي يلعب له النجم يمثل أي أهمية لدونغا، فقط ما يستطيع اللاعب تقديمه لمنتخب السامبا، وهكذا تنقل دونغا بين كل الدول الأوروبية لمتابعة اللاعبين البرازيليين، إذ وجد لاعبين مثل دانيل كارافاليو وفاغنر لاف ودودو مع سكسا موسكو الروسي، كما أعطى دونغا أهمية بالغة للنجوم المحليين، فحظيت أندية مثل كوريثنيانز وفلامنغو وساو باولو بعديد من الممثلين لهم في المنتخب البرازيلي. ومن بين «الرباعي الساحر» الذي ضم رونالدينيو وادريانو وكاكا ورونالدو، فإن كاكا حافظ على مكانه أساسياً، وحتى رونالدينيو لم يجد هذا المكان في التشكيلة الأخيرة المشاركة في مونديال 2010، على رغم تألقه مع ميلان الإيطالي. وعلى رغم اعتبار كثيرين أن تشكيلته كثيراً ما تخلو من النجوم وأفضل من يمثل البرازيل، على غرار تشكيلته الأخيرة للمشاركة في المونديال، إلا أنه دائماً ما يخرس أفواه النقد بنتائج إيجابية كان آخرها الفوز بكأس القارات العام الماضي في جنوب أفريقيا.