انتصر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، ونجح في تجاوز محك صعب، لكن مقعد تنفيذية «الفيفا» ليس إلا نصراً «موقتاً» ما لم يتم استكماله بالخطوات اللاحقة. والتي شرع فيها ابن همام قبل فوزه ب «المقعد»، بدءاً بالسماح للكويت بالتصويت ومروراً بالتراجع عن نقل الاتحاد من مقره الحالي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وانتهاء بجملته الأبرز، والتي قال فيها: «أشكر كل من ناصروني ومنحوني أصواتهم، وأقول لهم إنني سأكون عند حسن ظنهم، أما أولئك الذين لم يصوتوا لي فأقول لهم إنني سأبذل قصارى جهدي لاستعادة ثقتكم بي وسأسعى لخدمة الكرة الآسيوية». الخلاف الآسيوي سواء كان شخصياً كما يصوره البعض أو كان خلافاً في التوجهات كما يقول الآخرون، فانه في كل أحواله كان صراعاً «ديموقراطياً» وشفافاً في كل خطواته، ولذلك فإن النصر الحقيقي كان للكرة الآسيوية التي أثبتت للجميع أن كلمة «الديموقراطية» هي الأعلى صوتاً بين كل «الأصوات» مهما كانت وجهات النظر قاسية أو مؤلمة لأي طرف. اللقطات الأبرز في الانتخابات كانت في التهنئة الحارة التي تلقاها ابن همام من منافسه سلمان آل خليفة، ومن ثم تهنئة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل التي نقلها الدكتور صالح بن ناصر وتهنئة رئيس الاتحاد الكويتي أحمد الفهد، الذي قال: «سلمان عيني اليمنى وابن همام عيني اليسرى، ومشكلتي كانت في حق الكويت الذي حصلت عليه، وأبارك لابن همام الفوز»، كل هذه التهاني تمنح المراقبين مؤشراً على أن الجميع يسعى لخدمة اللعبة الأهم في آسيا، خصوصاً بعد الرسائل الكثيرة التي أرسلها ابن همام في كلماته نحو رغبته في اتجاه التغيير لتحقيق المصلحة الآسيوية. أخيراً، وبعد أن انفض السامر الآسيوي وحافظ ابن همام على منصبه، بعد الانتخابات «الأشرس» في تاريخ «الكونغرس الآسيوي»، ردد الكثيرون الشعار الذي رسمه الاتحاد الآسيوي وهو «آسيا هي المستقبل» وبالأمس فقط أكدت الكرة الآسيوية أنها تمتلك ثقافة «الديموقراطية» و «الروح الرياضية» و«اللعب النظيف»، ليس في الميادين الخضراء فقط، وإنما في إدارة كرة القدم، وربما كان هذا هو النصر الحقيقي ل «الآسيويين».