استدعت مصر السفير الإسرائيلي لديها اسحق ليفانون وأبلغته احتجاجها على الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية»، محذرة من خطورة استمرار حصار غزة الذي دعت إلى رفعه فوراً، فيما دعا الأمين العام للجامعة العربية مجلس الجامعة إلى اجتماع طارئ مساء اليوم لدرس إجراءات الرد على الجريمة الإسرائيلية. واستنكر الرئيس حسني مبارك «لجوء إسرائيل إلى الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، وما أسفر عنه من سقوط ضحايا أبرياء». وقال في بيان إنه «يؤكد تضامن مصر شعباً وحكومة مع أهالي غزة، ويعاود تأكيد أن المصالحة الفلسطينية هي الطريق لرفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان القطاع». ودان الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي «أعمال القتل التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية». وتقدم «بخالص التعزية والمواساة إلى أسر الضحايا من الناشطين الذين فقدوا أرواحهم في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته»، مشيراً إلى أن «مصر طالما نبهت إلى خطورة وعدم مشروعية استمرار الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة». ورأى أن «هذه الأحداث الدامية تثبت مجدداً إصرار السلطات الإسرائيلية على تذكير العالم بأن قطاع غزة مثله مثل بقية الأراضي الفلسطينية ما زال يخضع للاحتلال الإسرائيلي بالكامل». وأضاف أن «مصر تدعو مرة أخرى في ظل هذه الأحداث المأسوية إلى الرفع الفوري للحصار الإسرائيلي عن القطاع، وستواصل تنفيذ سياستها الهادفة إلى التخفيف على سكان القطاع من خلال تسهيل عبور الأفراد ودخول الأدوية والمستلزمات الطبية وكذلك المواد الواردة من أي أطراف عربية أو دولية». ولفت إلى أن وزارته أبلغت السفير الإسرائيلي في القاهرة بعد استدعائه صباح أمس «بإدانة مصر لما قامت به القوات الإسرائيلية من أعمال قتل واستخدام مفرط للقوة، وتم التأكيد على رفض مصر الكامل لاستمرار الحصار ومطالبتها برفعه في شكل فوري وكامل». في غضون ذلك، دعا الأمين العام للجامعة العربية في بيان أمس إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة «للنظر في الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل». ودان في شدة «هذا العمل الإرهابي الذي يؤكد بكل جلاء الطبيعة العدوانية لإسرائيل واستخفافها بكل القواعد والقوانين الإنسانية والدولية». ودعا «المجتمع الدولي ومؤسساته إلى التحرك الفوري لاتخاذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الدولة المارقة التي تمارس كل أنواع الإرهاب والقرصنة وتثير التوتر والاضطراب في المنطقة وفي عرض البحر الأبيض المتوسط». وأكد نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن «الجامعة ستتخذ الموقف العربي الواجب اتخاذه». وقال: «ندرس كيفية مواجهة العدوان وتداعياته، فالآن غزة محاصرة، ولا يجب استمرار الحصار، وعلى الجميع التحرك وعلى المؤسسات الدولية السياسية والإنسانية أن لا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العمل الشنيع... وسندرس اتخاذ الإجراءات لمواجهة تداعيات الغطرسة والتمادي الإسرائيلي الذي فاق كل الحدود». إلى ذلك، نظم عشرات من ناشطي المعارضة أمس تظاهرة أمام مقر وزارة الخارجية وسط القاهرة للتنديد بالاعتداء، واتهموا الحكومات العربية ب «التواطؤ مع إسرائيل لتصفية الشعب الفلسطيني»، وطالبوا ب «انتفاضة الشعوب العربية لإسقاط أنظمتها». وقدم ناشطون بياناً إلى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أكدوا فيه «استيائهم من العدوان البربري الذي حدث في المياه الدولية»، مطالبين ب «فتح معبر رفح في شكل دائم وطبيعي للأفراد والبضائع وكسر الحصار عن أشقائنا في غزة تأكيداً للدور المصري وحماية المصريين المشاركين في القافلة، خصوصاً أن بينهم أعضاء في مجلس الشعب». ويشارك نائبان من «الاخوان» في «أسطول الحرية» هما الدكتور محمد البلتاجي والدكتور حازم فاروق. ودعوا الحكومة إلى «قطع العلاقات مع العدو الصهيوني وطرد السفير الصهيوني واستدعاء السفير من تل أبيب، وسحب موافقة مصر على المبادرة العربية للسلام التي لم يبال بها العدو». وأعلن «الإخوان» إقامة صلاة الغائب على ارواح الضحايا أمس في مسجد في وسط القاهرة ثم التظاهر.