على رغم ان منتجاتها ومصابيحها منتشرة بكثرة في الأسواق العربية، لم يظهر العرب اهتماماً قوياً بتقنية كهرباء الضوء المتحكّم به إلكترونياً «ليد» LED، التي تعرف تقنياً باسم «ضوء الانبعاث الثنائي». وانتشرت مصابيح بأنواع متكاثرة في اسواق الدول العربية وحلّت في منازلها، بفضل قدرتها على إعطاء أنوار قوية مع استهلاك منخفض تماماً من الكهرباء. وفي الغرب، تنتشر أدوات كثيرة تعمل بهذه التقنية، مثل الراديو والمراوح والشاشات بأنواعها. ولأنها لا تحتاج الى المكوّنات التقليدية في سريان التيار الكهربائي، يعمل الباحثون دوماً على صنع أدوات يسري فيها التيار على أسطح ربما لا تصلح لسريان الكهرباء العادية، مثل البلاستيك والزجاج. وفي سياق التطوّر المتصاعد لهذه التقنية، كشف باحثون أميركيون أخيراً أنهم توصلوا الى صناعة شاشات زجاج تلفزيونية كبيرة الحجم ومرنة، يُمكن بسطها على جوانب حافلة للركاب، ولكنها تحافظ على شفافيتها، بما يسمح للركاب بأن ينظروا عبر نوافذ الحافلة! وفي تصريح على موقع المجلة العلمية «ساينس»، أفاد جون روجرز من جامعة إلينوي، الذي قاد فريق البحث، بأن من الممكن استخدام الشاشات الضوئية الرقيقة في صناعة مصابيح السيارة، وأجهزة المراقبة الطبية التي يُحاط بها المريض في أقسام العناية المكثفة في المستشفيات. ولفت روجرز إلى كون شاشات العرض الكبيرة تعمل على طريقة اللوحات الإعلانية الضخمة المسطحة والمضاءة، لكنها تتميّز بالمرونة لأنها تسري على أسطح تدخل في تركيبها مواد عضوية تحتوي على الكربون. وقال روجرز إن اللوحات الاعلانية الضخمة التي نراها منتشرة على جوانب الطرق، مصنوعة من مواد غير عضوية تتعامل مع كهرباء «ليد» ثنائيات الانبعاث الضوئي غير العضوي. وقد فكّرنا في إمكان الاعتماد على هذه التقنية واستخدامها في مساحات أصغر حجماً من اللوحات الاعلانية، مع استخدام مواد عضوية. كما لفت إلى أن التقنية الحالية التي تستخدم المواد غير العضوية، تؤدي الى سريان كمية صغيرة من الضوء الآتي من كهرباء «ليد»، ما يعني أنها تحتاج إلى تنظيم تدريجي بواسطة ذراع آلية. وفي المقابل، يمكن رش الشاشات المصنوعة من المواد العضوية وطلاؤها على غشاء رقيق. وأثبتت التجربة ان ذلك يؤدي الى شاشات ضعيفة الإنارة ولا تعمل لفترات طويلة. وبهدف معالجة هذا التحدي، قام الباحثون بوضع مصادر للكهرباء «ليد» وضوئها على غشاء رقيق يُذاب بالمواد الكيماوية ثمّ وضعوا مقبضين صغيرين من البلاستيك على الزاويتين كي لا يتلاشى الانبعاث الضوئي بتأثير المواد الكيماوية. كما استخدم الفريق تقنية الختم لتجميع ضوء كهرباء «ليد» الثنائية الانبعاث، على أسطح من الزجاج أو البلاستيك أو المطاط. وبحسب روجرز، ساعدت هذه المقاربة الجديدة على رفع كمية الكهرباء التي تسري على الأسطح، واستدامتها لفترة زمنية طويلة. وأضاف: «من الممكن جمع الضوء الصادر عن سريان كهرباء «ليد» فوق الأسطح العضوية، وربطها مع بعضها بعضاً بالاعتماد على عملية تقليدية كتلك المستخدمة في ربط رقاقات الحاسوب. وبما أنه يمكن وضع ثنائيات الانبعاث الضوئي بعيدة من بعضها بعضاً وهي لا تزال مع ذلك تعطي إنارةً كافيةً، يمكن معها لوحات وشاشات العرض أن تكون شفافة. وقال روجرز ان المشروع مموّل جزئياً من شركة «فورد» الشهيرة في صناعة السيارات، التي كانت تبحث عن طريقة لصنع مصابيح الفرامل على جانبي السيارة. وأبلغها فريق البحث انه يمكن وضع ضوء الانبعاث الثنائي «ليد» على قطع من البلاستيك تستعمل في صناعة مصابيح الفرامل. يُذكر أن «المؤسسة الوطنية للعلوم» ووزارة الطاقة الأميركية ساهمتا في تمويل هذا المشروع أيضاً.